الأحد، 7 يناير 2024

حين لا تنفع الحيلة والحذر مع القدر ومن هدد سليمان عليه السلام ، وبلال بن أبي بردة الذي بحث عن حتفه بكفه لنا مثل .

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

حين لا تنفع الحيلة والحذر مع القدر

ومن هدد سليمان عليه السلام ، وبلال بن أبي بردة الذي بحث عن حتفه بكفه لنا مثل .

كثر من يقول : ليتني لم أفعل ! ليتني لم أقل ! ليتني لم أذهب .

كلمات ليست إلا للحسرة لا تنفع ولا حيلة لها في تقديم وتأخير ما وقع ،

سُئل عبد الله بن عباس: رضي الله عنهما كيف تفقَّدَ سُليمان عليه السّلام الهدهد من بين الطيور؟ فقال: سُليمان عليه السّلام نزلَ منزلاً فلم يدرِ أين الماء، وكان الهدهدُ يدله على الماء في باطن الأرض فقالوا لابن عبّاس: كيف ذلكَ والهدهدُ يُنصبُ له الفخ، ويُلقى عليه التراب، فلا يراه، ويُصطاد؟ فقال: إذا وقعَ القدرُ عميَ البصرُ! ورُوِيَ أن عذاب سلَيمَانَ - كان للطير - أن ينتفَ ريش جناح الطائر . ويُلْقَى في الشَمْسِ.

وقد روي قديما مثل هذا: أنّ بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري  كان في حبس الحجّاج  ، وكان يعذّبه.

وكان كلّ من مات في الحبس، رفع خبره إلى الحجّاج، فيأمر بإخراجه وتسليمه إلى أهله. فقال بلال للسجّان: خذ منّي عشرة آلاف درهم، وأخرج اسمي إلى الحجّاج في الموتى، فإذا أمرك بتسليمي إلى أهلي، هربت في الأرض، فلم يعرف الحجّاج خبري، وإن شئت أن تهرب معي، فافعل، وعلي غناك أبدا. فأخذ السجّان المال، ورفع اسمه في الموتى، فقال الحجّاج: مثل هذا، لا يجوز أن يخرج إلى أهله حتى أراه، هاته. فعاد إلى بلال، فقال: أعهد ، قال: وما الخبر؟ قال: إنّ الحجّاج قال: كيت وكيت، فإن لم أحضرك إليه ميتا، قتلني، وعلم أنّي أردت الحيلة عليه، ولا بد أن أقتلك خنقا. فبكى بلال، وسأله أن لا يفعل، فلم يكن إلى ذلك طريق، فأوصى، وصلّى، فأخذه السجان، وخنقه، وأخرجه إلى الحجّاج ميتا. فلما رآه ميتا، قال: سلّمه إلى أهله. فأخذوه، وقد اشترى القتل لنفسه بعشرة آلاف درهم، ورجعت الحيلة عليه

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــــــ

تفسير الطبري (19/ 442)

معاني القرآن وإعرابه للزجاج – الزجاج (4/ 113)

تفسير القرطبي (13/ 178)

نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة – أبو علي التنوخي (7/ 81)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق