الثلاثاء، 23 يناير 2024

حين تنتقد بغير حق ومن عبد الله بن جدعان نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

حين تنتقد بغير حق ومن عبد الله بن جدعان نتعلم

كثيرا ما نمدح أناساً على السماع ، ونذم آخرين على السماع أيضا ، وتتقلب الأيام لنتبين أن من مدحناه يستوجب الذم ، وأن من قلنا في ذمه الأقاويل رجل في طريق الصلاح بل أحد رواده ، والأسباب في ذلك

وفي اجتناب الذم قالت العرب : الشر أخبث ما أوعيت في زاد. وقال أعرابي: ليت فلانا أقالني من حسن ظني به، فأختم بصواب إذ بدأت بخطأ؛ ولكن من لم تحكمه التجارب أسرع بالمدح إلى من يستوجب الذم، وبالذم إلى من يستوجب المدح.

عبد الله بن جدعان من سادات قريش وممن ترك شرب الخمر فى الجاهليّة، هجاه دريد ابن الصّمّة بشعر؛ فلقيه بعد ذلك عبد الله بسوق عكاظ، فحيّاه وقال: هل تعرفني يا دريد؟ قال لا. قال: فلم هجوتني؟ قال: ومن أنت؟ قال: عبد الله بن جدعان. قال: هجوتك لأنك كنت أثرا كريما فأحببت أن أضع شعرى موضعه.

فقال له عبد الله: لئن كنت هجوت لقد مدحت؛ وكساه وحمله على ناقة برحلها، فقال دريد:

إليك ابن جدعان أعملتها ... مخفّفة للسّرى والنّصب

فلا خفض حتى تلاقى امرأ ... جواد الرّضا وحليم الغضب

وجلدا إذا الحرب مرّت به ... يعين عليها بجزل الحطب

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ـــــــــــــــــ

الأمثال لابن سلام (ص: 160)

العقد الفريد (1/ 329)

المفضليات – الضبي (ص: 127)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق