الأحد، 10 سبتمبر 2023

شذرات من حياة الإمام أحمد بن حنبل أبى أن يأكل من طعام ابنه لأنه قبل هدية الخليفة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

شذرات من حياة الإمام أحمد بن حنبل

أبى أن يأكل من طعام ابنه لأنه قبل هدية الخليفة

أَبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: ولدتُ سنة أَربع وستين ومئة. وكانت ولادته في بغداد عنيت أمه به وترك له أبوه عقارا وحوانيت كانت تعطيه الكفاف من العيش . ظهره ورعه من طفولته :  قال داود بن بسطام: أَبطأتْ عليَّ أخبار بغداد، فوجهت إلى عم أبي عبد الله بن حنبل: لم تصل إلينا الأخبار اليوم! وكنت أُريد أَن أحرِّرها وأوصِلها إلى الخليفة. فقال لي: قد بعثت بها مع أحمد ابن أخي. قال: فبعث عمه، فأحضر أبا عبد الله وهو غلام. فقال: أَليسَ بعثتُ معك الأَخبار؟ قال: نعم، قال: فلأَي شيءٍ لم توصلها؟ قال: أنا كنتُ أَرفع تلك الأخبار! رميتُ بها في الماءِ. قال: فجعل ابن بسطام يسترجع ويقول: هذا غلام يتورَّع، فكيف نحن. قال لي أبو سِراج بن خُزيمة: كنا مع أبي عبد الله في الكتّاب، فكان النساء يبعثن إلى المعلم: ابعث إلينا بابن حنبل ليكتب جوابَ كتبهم، فكان إذا دخل إليهن لا يرفع رأسه ينظر إليهن. قال أبو سراج: فقال أبي- وذكره- فجعل يعجب من أدبه، وحسن طريقته. فقال لنا ذات يوم: أنا أُنفق على ولدي وأجيئُهم بالمؤدبين على أن يتأَدبوا فما أراهم يُفلِحون، وهذا أَحمد بن حنبل غلام يتيم، انظر كيف يخرج!!

اختار لنفسه العلوم الدينية فتعلم علوم العربية وحفظ القرآن قال أبو بكر المرُّوذي: وقال لي أبو عبد الله: كنتُ وأنا غُليم أختلف إلى الكتّاب، ثم اختلفت إلى الديوان وأَنا ابن أَربع عشرة سنة. ثم اتجه لطلب الحديث وكان رحمه الله يستطيب المشقة في طلبه . ومن ثم اتجه للفقه حين التقى بالإمام الشافعي . ولم يجلس للحديث والافتاء إلا بعد الأربعين من عمره ولعل ذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم . قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: دخل عليّ أبي رحمه الله في مرضي يعودني, فقلت: يا أبت, عندنا شيء قد بقى مما كان يبرّنا به المتوكل, أفأحج منه؟ قال: نعم, قلت: فإذا كان هذا عندك هكذا فلم لم تأخذ؟ قال: يا بني, ليس هو عندي حرام, ولكني تنزّهت عنه. قال حَرْمَلَة: سمعت الشّافعيّ يقول: خرجت من بغداد، فما خلَّفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل.

عانى من فتنة خلق القرآن التي بدأت حين رأى المأمون رأي المعتزلة وكان وزيره أحمد بن أبي داود معتزليا والتي استمرت حتى عهد المتوكل الذي أب للحق ، ضرب الإمام أحمد حتى أن الخليفة المعتصم ضرب بيده دون أن ينزاح عن موقفه .

اللهم ارحم أئمتنا

يا رب فرج عن سورية وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكامل في التاريخ – ابن الأثير (8/ 95)

مناقب الإمام أحمد – ابن الجوزي (ص: 13)

سير أعلام النبلاء – الإمام الذهبي  (11/ 326)

تاريخ الإسلام – الإمام الذخبي(5/ 1016)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق