الأحد، 24 سبتمبر 2023

عروة بن الورد شاعر ووجه للسماحة والكرم والفروسية (... - نحو 30 ق هـ = ... - نحو 594 م)

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

عروة بن الورد شاعر ووجه للسماحة والكرم والفروسية

(... - نحو 30 ق هـ = ... - نحو 594 م)

عروة بن الورد بن زيد، العبسيّ، من غطفان: من شعراء الجاهلية وفرسانها وأجوادها. ومن شعراء الجاهلية وصعلوك من صعاليكها المعدودين المقدّمين الأجواد. كان من أفقر من العرب ،لقب بعروة الصعاليك وقيل سبب ذلك لجمعه إيّاهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن لهم معاش ولا مغزى، وقيل: بل لقّب عروة الصّعاليك لقوله:

لحى اللّه صعلوكا إذا جنّ ليله ... مصافي المشاش آلفا كلّ مجزر

يعدّ الغنى من دهره كلّ ليلة ... أصاب قراها من صديق ميسّر

وللّه صعلوك صفيحة وجهه ... كضوء شهاب القابس المتنوّر

وامرأته هي سلمى من بني كنانة، وتكنى أم وهب، وكان عروة بن الورد قد أغار عليهم فأصابها منهم وكانت بكرا فأعتقها واتخذها لنفسه، فمكثت عنده بضعة عشرة سنة، وولدت له ولدا . وذات مرة قامت امرأة عروة بن الورد العبسي بعد أن طلقها في النادي أما أنك والله الضحوك مقبلاً السكوت مدبراً خفيف على ظهر الفرس ثقيل على متن العدو رفيع العماد كثير الرماد ترضى الأهل والأجانب قال فتزوجها رجل بعده فقال أثني عليّ كما أثنيت عليه قالت لا تحوجني إلى ذلك فإني إن قلت قلت حقاً فأبى فقالت أن شملتك الالتفاف وإن شربك الاشتفاف وإنك لتنام ليلة تخاف وتشبع ليلة تضاف. ونقل عن عبد الملك بن مروان قوله : ما يسرّني أن أحدا من العرب ولدني ممّن لم يلدني إلا عروة بن الورد لقوله:

امرؤ عافي إنائي شركة ... وأنت امرؤ عافي إنائك واحد

أتهزأ منّي أن سمنت وأن ترى ... بجسمي مسّ الحقّ والحقّ جاهد

أفرّق جسمي في جسوم كثيرة ... وأحسو قراح الماء والماء بارد

ويقال: إن عبد الملك قال: من زعم أن حاتما أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد. ونقل عن سيد معاوية رضي الله عنه قوله : لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوّج إليهم. وقال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه قال للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنّا ألف حازم، قال: وكيف؟ قال: كان فينا قيس بن زهير وكان حازما وكنا لا نعصيه، وكنا نقدم إقدام عنترة، ونأتمّ بشعر عروة بن الورد، وننقاد لأمر الرّبيع بن زياد.

يا رب فرج عن سورية وأهل سورية

ــــــــــــــــ

بلاغات النساء – ابن طيفور (ص: 89)

الأغاني – أبو الفرج الأصبهاني (3/ 52)

تاريخ دمشق لابن عساكر (37/ 137)

المذاكرة في ألقاب الشعراء – النشابي (ص: 4)

الأعلام للزركلي (4/ 227)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق