الأحد، 6 أغسطس 2023

في الوفاء وقلة الوفاء كلمات ومن حياة السلف لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

في الوفاء وقلة الوفاء كلمات

ومن حياة السلف لنا مثل

بين الوفاء وعدمه مسافة ثابتة كالمسافة بين الخطان المتوازيان ، فمن الاستحالة أن يلتقيان . وما أكثر ما نرى في أيامنا من ينقلب بالغدر بمن كان يألفه ، وربما كان منذ قريب ذنبا يتحرك بحركته ، وفي الماضي كانت العرب تقول :  أوفى من السموأل بن عاديا» ، وكان من وفائه أن امرأ القيس بن حجر لما أراد الخروج إلى قيصر استودع السموأل دروعا له فلما مات امرؤ القيس غزاه ملك من ملوك الشام فتحرز منه السموأل فأخذ الملك ابناً له خارج الحصن وصاح، يا سموأل هذا ابنك في يدي وقد علمت أن امرأ القيس ابن عمي وأنا أحق بميراثه، فإن دفعت إلي الدروع وإلا ذبحت ابنك. فقال: أجلني فأجله، فجمع أهل بيته فشاورهم فكلهم أشاروا بدفع الدروع وأن يستنقذ ابنه، فلما أصبح أشرف عليه وقال: ليس لي إلى دفع الدروع سبيل فاصنع ما أنت صانع فذبح الملك ابنه وهو ينظر إليه وكان يهوديا، وانصرف الملك ووافى السموأل بالدروع في الموسم فدفعها إلى ورثة أمرىء القيس: وقال في ذلك:

وفيت بأدرع الكندي إني ... إذا ما خان أقوام وفيت

وقالوا عنده كنز رهيب ... فلا وأبيك أغدر ما مشيت

بنى لي عادياً حصناً حصيناً ... وبئراً كلما شئت استقيت

ولقد حمد الله عز وجل إسماعيل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوفائه للموعد فقال؛ " إنّه كان صادق الوعد " وروي عن عبد الله بن عمرو إنّه كان وعد رجلاً من قريش إنَّ يزوجه ابنته، فلما كان عند موته أرسل إليه فزوجه وقال: " كرهت إنَّ ألفى الله. بثلث النفاق ".

ولما نكب على بن عيسى، جفي جفاء عظيما وهجره الناس قاطبة، ثم لما رشّح للولاية تزاحم الناس عليه، فأنشأ يقول:

ما النّاس إلا مع الدنيا وصاحبها ... فحيثما انقلبت يوما به انقلبوا

يعظّمون أخا الدنيا فإن وثبت ... يوما عليه بما لا يشتهي وثبوا

والغدر سر من أسرار البلاء الذي نحن فيه

يا رب فرج عن سورية وأهل سورية

ـــــــــــ

الأمثال لابن سلام (ص: 72)

المحاسن والأضداد – الجاحظ (ص: 83)

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (1/ 224)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق