الثلاثاء، 1 أغسطس 2023

اليأس والقنوط من قصة سيدنا يوسف وسيدنا موسى عليهما السلام والحجاج بن يوسف غفر الله له لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

اليأس والقنوط

من قصة سيدنا يوسف وسيدنا موسى عليهما السلام والحجاج بن يوسف غفر الله له لنا مثل

اليأس نقيض الرجاء ، والقُنُوطُ: الإيَاسُ من الُخَيْرِ، ويُقالُ: شَرُّ النَّاسِ الَّذين يَقَنِّطُون الناسَ من رحمةِ الله . ونحن من أمة لا تعرف اليأس والقنوط ، بل تؤمن بأن مع العسر يسرين ، فاليأس مستنكر ، ففي قصة سيدنا يوسف أكد سيدنا يعقوب على تنجب اليأس قال الله تعالي على لسانه {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) } يَقُولُ الله تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ يَعْقُوبَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِنَّهُ نَدَبَ بَنِيهِ عَلَى الذَّهَابِ فِي الْأَرْضِ، يَسْتَعْلِمُونَ أَخْبَارَ يُوسُفَ وَأَخِيهِ بِنْيَامِينَ. وَالتَّحَسُّسُ  يَكُونُ فِي الْخَيْرِ، وَالتَّجَسُّسُ يُسْتَعْمَلُ فِي الشَّرِّ. ونَهّضهم وَبَشَّرَهُمْ وَأَمْرَهُمْ أَلَّا يَيْأَسُوا مِنْ رُوحِ اللَّهِ، أَيْ: لَا يَقْطَعُوا رَجَاءَهُمْ وَأَمَلَهُمْ مِنَ اللَّهِ فِيمَا يَرُومُونَهُ وَيَقْصِدُونَهُ فَإِنَّهُ لَا يَقْطَعُ الرَّجَاءَ، وَيَقْطَعُ الْإِيَاسَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ .

وحين اتهم قارون سيدنا موسى بما يؤذيه وأظهرت براءته سجد ، فأوحى الله إليه: مُر الأرض بما شئت، قال: يا أرض خذيهم! فأخذتهم إلى أقدامهم. ثم قال: يا أرض خذيهم، فأخذتهم إلى ركبهم. ثم قال: يا أرض خذيهم، فأخذتهم إلى حقيهم ثم قال: يا أرض خذيهم، فأخذتهم إلى أعناقهم؛ قال: فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى، ويتضرّعون إليه. قال: يا أرض خذيهم، فانطبقت عليهم، فأوحى الله إليه: يا موسى، يقول لك عبادي: يا موسى، يا موسى فلا ترحمهم؟ أما لو إياي دعوا، لوجدوني قريبا مجيبا . أي أنهم تصوروا أنه ما حدث من فعل موسى عليه السلام ولو سألوا الله لأجابهم

وأما الحجاج بن يوسف الثقفي فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ قِيلَ لِلْحَسَنِ: إِنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ عند الموت فعَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ الْحَجَّاجَ الْوَفَاةُ أَنْشَأَ يَقُولُ:

يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الْأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا ... بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِي النَّارِ

أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ وَيْحَهُمُ ... مَا عِلْمُهُمْ بِعَظِيمِ الْعَفْوِ غَفَّارِ

قَالَ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ فقال: باللَّه إن نجا لينجون بهما. وَزَادَ بَعْضُهُمْ فِي ذَلِكَ: -

إِنَّ الْمَوَالِيَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدُهُمْ ... فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارِ

وَأَنْتَ يَا خَالِقِي أَوْلَى بِذَا كَرَمًا ... قَدْ شِبْتُ فِي الرِّقِّ فَاعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ

يا رب فرج عنا ما نحن فيه . يا رب فرج عن سورية وأهل سورية

ـــــــــــــــ

تفسير الطبري (19/ 630)

البداية والنهاية 9/ 138)

تفسير ابن كثير (4/ 406)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق