السبت، 26 أغسطس 2023

وقد يغلب طبع السوء سوء الطبع جر البلاء إلينا . ومن قصة إيفانجيليا فراكا وذئب متوحش لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

وقد يغلب طبع السوء

سوء الطبع جر البلاء إلينا  . ومن قصة إيفانجيليا فراكا وذئب متوحش لنا مثل

يقال تَطَبَّعَ أَمْراً: إذا تَكَلَّفَ غيرَ طَبْعِه، ولهذا يقال: الطبعُ يَغلِب التَّطَبُّعَ. فهناك من يتخلَّق بأخلاق العلماء: ويحمل نفسه على التَّطبُّع بها، وجعلها خُلُقًا له "تخلَّق بالشِّيم الحميدة". وهناك من يتخلق بأخلاق الشياطين حتى يغلبهم في شؤون كثيرة

قال الله تعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَـٰتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِىَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِىٓ ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا  وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوٓا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾ سورة الكهف . وذلك حين يتمادى المرء في عناده

وفي المعرة وسواها يقول البعض : الله خالقه هيك . والسؤال وهل يتجنى الله جل جلاله على أحد . ولعل الجهل سر ما نرى اليوم من أناس لبست غير جلودها وتطبعت بأخلاق السوء ، فلا رغبة في التعلم لكشف الحق ، أو للحد من خلق السوء . هناك رغبة في تحري الأذى وسوقه للناس فالمصلحة في جر الناس لما هم ، هم عليه والنبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى إمكانية الانتقال من حال أدنى إلى حالة أسمى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ .. " لقد زين لهم شيطانهم وحسن لهم طباعهم قال الله تعالى : .. وَزُيِّنَ ذَ‌ٰلِكَ فِى قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا ﴿١٢﴾سورة الفتح . ومن يتطبع دون قصد ورغبة في الأحسن ينطبق على قول كشاجم :

مَنْ يَتَطَبَّعْ بِغَيْرِ طَبْعٍ  ..  يَرْجِعْ صَغِيْرَاً إِلَى الطَّبِيْعَهْ

ولعل ما بنا سره التطبع بغير الطباع شأنهم في ذلك شأن إيفانجيليا فراكا وذئب متوحش فقد شهدت إحدى القرى الجميلة الصغيرة فى اليونان أغرب «قصة حب» بطلاها سيدة فى الرابعة والخمسين تدعى إيفانجيليا فراكا وذئب متوحش عمره عشر سنوات. وتبدأ هذه القصة الغريبة في عام ١٩٧٦ عندما عثرت السيدة على ذئب صغير مصاب، تركته أمه فى الغابة القريبة من القرية التى تعيش فيها فما كان من إيفانجيليا إلا أن حملته وعادت به إلى البيت الذي تعيش فيه عند سفح الجبل بقرية لانجاديا. وراحت السيدة تعنى بالذئب الصغير وتطعمه، ولم يمض وقت طويل حتى كانت القرية كلها تتحدث عن الذئب الصغير الأليف الذي يحرص الأطفال على زيارته واللعب معه. ومرّت الشهور والأعوام، وبدأ الذئب الصغير يكبر، وبدت الشراسة فى عينيه وفي عوائه المخيف بالليل. وأسرع أهل القرية إلى صاحبته ينصحونها بأن تعيده إلى الغابة – حيث يجب أن يكون – حتى لا يصبح خطرا يهدد الأطفال الذين يلعبون معه. ولكن السيدة كانت تفزع لمجرد التفكير في أنها سوف تفقده، وشيئا فشيئا بدأ الناس يبتعدون عن “بيت الذئب” حتى أصبحت السيدة تعيش في عزلة تامة مع هذا الوحش المدلل. إلى أن كانت إحدى الأمسيات، عندما ذهبت السيدة تقدم للذئب طعامه فهاجمها وأحدث إصابات بالغة في جميع جمسها، ونقلوها إلى المستشفى للعلاج. وقال أهل القرية: لا بد أنها اقتنعت الآن بضرورة التخلص منه. ولكنهم فوجئوا بها عندما ذهبوا لزيارتها، فكانت تتوسل إليهم وإلى الأطباء بألا يتعرضوا له بأذى وقالت: «لقد أخطأت . . . فهو حيوان ذكي . ولا بد أنه سمع من الجيران وهم يطلبون إلي التخلص منه».

بل ران على قلوبهم

يا رب فرج عن سورية وأهل سورية

ــــــــــــــــــــ

الدر الفريد وبيت القصيد (9/ 390)

المعجم الأوسط – للطبراني (3/ 118)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق