السبت، 19 أغسطس 2023

يوسف بو رحيل خليفة عمر المختار

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

يوسف بو رحيل خليفة عمر المختار

ولد يوسف بورحيل المسماري عام 1866، بمنطقة مدور الزيتون جنوبي المرج. المعروف باسم «بوخديدة»، تلقى تعليمه على أيدي فقهاء النجع من أهله، ثم أرسله والده إلى الجغبوب ودرس بها علوم الفقه والدين والتفسير والعديد من العلوم الأخرى، وخلال فترة دراسته تعرف على شيخ الشهداء عمر المختار، والذي كان يكبره بسنوات، وأصبحت هناك علاقة قوية بين الرجلين، وعقب تخرجه عمل معلمًا بزاوية القصور التي كان عمر المختار شيخا لها، وفي عدة معارك بطولية أظهر فيها بورحيل براعة في تدبير الخطط الحربية واستغلال أفضل الفرص لضرب الأعداء ضربًا موجعًا بأقل الخسائر مما زاد صلته بالمختار، فأصبح وجوده بالدور ضرورة لاستراتيجية إدارة المعارك وتمديد مواعيد ومواقع الهجوم، وكانت له نظرة صائبة وفكرة صحيحة وعبقرية عسكرية تدير المعركة ولإلحاق أكبر الخسائر بالخصم مع النجاة من أي ضرر قدر الإمكان، وهو الأمر الذي أكده الشيخ عبدالسلام الكزة في ذاك الوقت بوصفه ليوسف بورحيل بأنه عقل حركة الجهاد.
وفي سنة 1922 عينه الشيخ عمر المختار نائباً له، وعضوا في المجلس العسكري الأعلى الذي يتكون من رؤساء الأدوار بالمنطقة الشرقية ويشرف عليها ، وشعر الليبيون بقسوة الحصار الذي كان هدفه قطع صلة الثوار بما يجاورهم . وكان من الضرورة اختيار قائد لهم فكان بو رحيل خيارهم . في وقت كان الثائر منهم يسقطً من الضعف والجوع . وكان المخرج أن أمر المجاهدين بمهاجمة الأسلاك الشائكة على الحدود مع مصر . فوجه رسالة للمجاهدين وقال لهم: «لقد هاجر أحباب من قبل وهم موزعون على السودان ومصر ومناطق أخرى، وقد قمنا بما يحتمه الواجب المقدس وواجب الوطن العزيز، ولم يسبق اليوم جهد للنضال وإيطاليا تطالبنا بالاستسلام وإلقاء سلاحنا وهذا معناه العار والذل»، وطالبهم بإعداد خطة محكمة لمهاجمة الأسلاك الشائكة على الحدود المصرية والخروج نحو منطقة السلوم ومنها إلى مصر حتى يصبح هناك تجمع خارج الوطن لحركة الجهاد في ظل ظروف أحسن من التواجد في الداخل حتى لا يتم القضاء نهائيا على حركة الجهاد، وكانت الخطة تقضي بتقسيم المجاهدين إلى أربع مجموعات، وكانت المجموعة التي يقودها بورحيل اصطدمت بدورية إيطالية كبيرة بقيادة الملازم الإيطالي «برنديسي» مما اضطرها للعودة داخل الحدود وقد قامت معركة على الحدود بين الطرفين ، بالقرب من زاوية أم ركبة شرقي طبرق، في عام 1932 م ولكن الدورية الإيطالية أحاطت بالمجموعة المكونة من يوسف بورحيل وثلاثة من رفاقه فاضطروا إلى ترك خيولهم وتحصنوا بإحدى المغارات وصمدوا وقاتلوا حتى استشهدوا جميعاً،  وتفقد بريندزي أرض المعركة فوجد أربعة رجال فارقوا الحياة ولا تزال بنادقهم ساخنة كان أحدهم بورحيل . ولم يكتف الغزاة الطليان على عادتهم بقتل يوسف بورحيل ورفاقه الثلاثة بل تم التمثيل بجثثهم آنذاك وقطع رأس يوسف بورحيل بالقرب من زاوية أم ركبة، ونقل رأسه في علبة صفيح إلى البردي للتعرف عليه، فأصدر الإيطاليون بيانا عاما نشر في الصحف الإيطالية والعربية الصادرة في ليبيا بنبأ استشهاده بورحيل ورفاقه . لقد حارب الاستعمار الايطالي على مدي 27 سنة و أكبر معاركه معركة جردس العبيد عام 1923 التي قتلوا فيها 328 جندي ايطالي و أسروا 41 ( أغلبهم من المرتزقة الاحباش و العرب ) خلال 4 ايام فقط و غنم فيها المجاهدين غنائم كبيرة.

يا رب فرج عن سورية وأهل سورية

ـــــــــــــــــــــــ

مجلة العربي الكويتية

مواقع من الشبكة

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق