الثلاثاء، 15 أغسطس 2023

الغرور وهو سر من أسرار ما نحن فيه من بلاء

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الغرور وهو سر من أسرار ما نحن فيه من بلاء

والغرور: هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى، ويميل إليه الطبع. والْغرُور إِيهَام يحمل الْإِنْسَان على فعل مَا يضرّهُ مثل أَن يرى السراب فيحسبه مَاء فيضيع المَاء فَيهْلك عطشا وتضييع المَاء فعل أَدَاه إليه غرور السراب ، وَكَذَلِكَ غر إِبْلِيس آدم فَفعل آدم الْأكل الضار اله . قال الله تعالى: {ولا يغرنكم بالله الغرور} يعني الشيطان يغر الناس بالتمنية والمواعيد الكاذبة

وكان المنذر بن النعمان بن المنذر، يسمّى الغرور، ثم أسلم بعد ذلك وقال: لست بالغرور ولكنّي المغرور.

وجميل وصف إيليا أبو ماضي المغرور

صاحت الضفدع لما شاهدت .. حولها في الماء أظلال النجوم

يا رفاقي يا جنودي احتشدوا   .. عبر الأعداء في الليل التخوم

فاطردهم، واطردوا الليل معا  .. إنه مثلهم باغ أثيم

زعقة سار صداها في الدجى  .. فإذا الشطّ شخوص وحسوم

في أديم الماء من أصواتها  ..  رعدة الحمى، وفي الليل وجوم

مزّق الفجر جلابيب الدّجى  .. ومح من صفحة الأرض الرسوم

فمشت في سربها مختالة  .. كمليك ظافر بين قروم

ثم قالت: لكم البشرى ولي .. قد نجونا الآن من كيد عظيم

نحن لو لم نقهر الشّهب التي .. هاجتنا لأذاقتنا الحتوم

وأقامت بعدنا من أرضنا .. في نعيم لم يجده في الغيوم

أيها التاريخ سجّل أننا .. أمة قد غلبت حتى النجوم

وكذلك قول شوقي رحمه الله

كانَ لِلغربانِ في العَصرِ مَليك  ..     وَلَهُ في النَخلَةِ الكُبرى أَريك

فيهِ كُرسِيٌّ وَخِدرٌ وَمُهود  ..     لِصِغارِ المُلكِ أَصحابِ العُهودِ

جاءَهُ يَوماً ندورُ الخادِمُ    ..   وَهوَ في البابِ الأَمينُ الحازِمُ

قالَ يا فَرعَ المُلوكِ الصالِحين   ..    أَنتَ ما زِلتَ تُحِبُّ الناصِحين

سوسَةٌ كانَت عَلى القَصرِ تَدور    ..   جازَت القَصرَ وَدَبَّت في الجُدور

فَاِبعَثِ الغِربانَ في إِهلاكِها   ..    قَبلَ أَن نَهلِكَ في أَشراكِها

ضَحكَ السُلطانُ في هَذا المَقال  ..     ثُمَّ أَدنى خادِمَ الخَيرِ وَقال

أَنا رَبُّ الشَوكَةِ الضافي الجَناح   ..    أَنا ذو المِنقارِ غَلّابُ الرِياح

أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور  ..     أَنا لا أُبصِرُ تَحتي بانُدور

ثُمَّ لَمّا كانَ عامٌ بَعدَ عام     ..  قامَ بَينَ الريحِ وَالنَخلِ خِصام

وَإِذا النَخلَةُ أَقوى جِذعُها   ..    فَبَدا لِلريحِ سَهلاً قَلعُها

فَهَوَت لِلأَرضِ كَالتَلِّ الكَبير   ..    وَهَوى الديوانُ وَاِنقَضَّ السَرير

فَدَها السُلطانَ ذا الخَطبُ المَهول   ..    وَدَعا خادِمَهُ الغالي يَقول

يا نُدورَ الخَيرِ أَسعِف بِالصِياح    ..   ما تَرى ما فَعَلَت فينا الرِياح

قالَ يا مَولايَ لا تَسأَل نُدور    ..   أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور

يا رب فرج عن سورية وأهل سورية

ــــــ

الأغاني (15/ 169)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق