الأحد، 27 أغسطس 2023

الجشع سر من أسرار ما نحن فيه من بلاء

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الجشع

سر من أسرار ما نحن فيه من بلاء

قيل في المثل العربي : مَنْ يكُنِ الطَّمَعُ شِعَارَهُ يكُنْ الجَشَعُ دِثَارَهُ ، وقالَ الْأَصْمَعِي: قلت لأعرابي: مَا الجشع؟ فَقَالَ: أسوء الْحِرْص فَسَأَلت آخر فَقَالَ: أَن تَأْخُذ نصيبك وتطمع فِي نصيب غَيْرك.

وفي المعرة يقولون وصفا للجشع : بطنو كبير : كنايةً عن الجشع والطمع وظلم الناس بأكل أموالهم بالباطل، والأصل في هذه الكناية أنّ الشّرِهين في الطعام الّذين يأكلون كثيراً تكبُر بطونهم، والشَّرَهُ في الطعام كثيراً ما يصاحبُهُ شَرَهٌ مشابه في جمع المال وكنزه، وهذا يدفع في كثير من الأحوال إلى كسب المال بالظلم والعدوان. وفي جشع الإنسان قيل :

قولوا عن الذئب ما شئتم فسامعكم * بمثل شرِّ ذئاب الناس ما سمعا

الذئبُ يتركُ شيئاً من فريسته * للجائعين من الذئبان إن شبعا

والمرء وهو يداوي المرء من بشم * يسعى ليسلب طاوي البطن ما جمعا

وعن سوء الزمان قال موسى بن عبد الله:

تولّت بهجة الدنيا ... فكل جديدها خلق

وخان الناس كلّهم ... فما أدرى بمن أثق

رأيت معالم الخيرا ... ت سدّت دونها الطرق

فلا حسب ولا نسب ... ولا دين ولا خلق

فلست مصدّق الأقوا ... م في شىء وإن صدقوا

وقال أبو العلاء المعري :

يَسوسونَ الأُمورَ بِغَيرِ عَقلٍ    ...   فَيَنفُذُ أَمرُهُم وَيُقالُ ساسَه

فَأُفَّ مِنَ الحَياةِ وَأُفَّ مِنّي  ...     وَمِن زَمَنٍ رِئاسَتُهُ خَساسَه

وقال :

مَلَّ المُقامُ فَكَم أُعاشِرُ أُمَّةً    ..   أَمَرَت بِغَيرِ صَلاحِها أُمَراؤُها

ظَلَموا الرَعيَّةَ وَاِستَجازوا كَيدَها   ..    فَعَدَوا مَصالِحَها وَهُم أُجَراؤُها

ترى ألم يكن الجشع سر ما نحن فيه من بلاء ؟؟

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــــــ

مجمع الأمثال – الميداني (2/ 318)

زهر الآداب وثمر الألباب – الحصري القيرواني (1/ 130)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق