السبت، 5 أغسطس 2023

قص الأثر وشهرة القبيلة العربية بني مرة بل هم سادته

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

قص الأثر

وشهرة القبيلة العربية بني مرة  بل هم سادته

 ( قص الأثر ) أمر معروف عند العرب وهو مغرق في التاريخ العربي  ، ومن القبائل العربية التي تميزت بذلك قبيلة بني مرة العربية ، وكان لها دورها في كشف كثير من المشكلات الاجتماعية ولا تزال حتى يومنا وعلى الرغم من الثورة العلمية في أيامنا . وللعلم فلقد كان بنو مرة يجوبون الجزيرة العربية بين قطر والربع الخالي ، وهو أمر يصعب على القبائل الأخرى .

ومما يلفت النظر أن مخفرا للشرطة في الصحراء لا يخلو من واحد أو أكثر من بني مرة ، للمساعدة في القبض على المجرمين .

ومن الأمثلة على ذلك راعي إبل شاب يدعى علي ، و قصة سارق نفسه يقول : عبدالهادي بن صالح العرق، الحاصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية ودرجة الماجستير من المركز العربي للدراسات الأمنية بالرياض، أن فراسته الفطرية طيلة عمله (42 عامًا) ساهمت في هذا الشأن في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية والحوادث الجنائية. فقد اشتكى رجل بتعرض منزله للسرقة؛ فذهبت معه برفقة رجال الأمن، وعند الوصول لمنزله سألته: هل تتهم أحدًا؟ فأجاب بأن ثمة مشاكل بينه وبين جاره، وأصبح يسبّ جاره، بعدها أرشدنا لأثر للسارق التي تحفّظ عليها.
وتابع "العرق": دائمًا لدينا إحساس غير عادي في بعض الحالات، وطلبت منه أن ينزع نعاله، وأخذته على انفراد لأني أعرف أن الأثر أثره، وقلت له: "هل تريد أن أبلغ الضابط عليك، إنك متبلي على جارك.. فحاول أن ينكر، وقلت له: لا تحاول تنكر الأثر أثرك"؛ فعندما عرف أني متأكد، اعترف وقال: "استر عليّ الله يستر عليك" فطلبت منه أن يذهب للضابط ويطلب منه التنازل؛ بحجة أني نصحته بالعفو، وانتهى الأمر.

أما قصة راعي الإبل الذي كان يرعى إبله قرب مكة المكرمة سنة 1956 م وكان يستظل بظل شجيرة فسمع إطلاق نار فقام ليزحف إلى بندقيته إلا رصاصة أخرى أصابته فقتل . فزعت الإبل واتجهت إلى خيمة صاحبها محمد بن جاسم الذي استغرب عدم وجود الراعي وبعد البحث بلغ عن الحادث . لم تستطع الشرطة الحصول على جثة الراعي وهنا جاء دور ( رفيق ) قصاص الأثر . واستنتج بعد التفحص أن الفاعلين ثلاثة اثنان منهما طويلا القامة . ركب رفيق مع الضابط وأشبع المكان تفحصا حتى ضاع الأثر عند منطقة صخرية . وبعد التقصي قال للضابط أن الثلاثة اتجهوا جنوبا ومع استمرار البحث وصلت السيارة لنبع ماء وجد رفيق الثلاثة الذين تنطبق عليهم الصفات سلموا على الضابط إلا أن رفيق قال لهم لا سلام على من قتل . وبعد يومين من التحقيق استدعى الضابط رفيقا وقال إن الثلاثة أبرياء ، ثم أننا لسنا متأكدين أن الراعي قد قتل لعدم العثور على جثته .  فقال رفيق هم من قتل ، وإلا إن كنت كاذبا فهذه يدي فاقطعها .

فكر الضابط ثم أمر بإحضار عباءة موشاة بالذهب وحذاء مزركش وكيس نفود ثم أمر بإحضار البدوي النحيل وحين أدخل صاح أهلا يا أخا العرب لقد أمر الأمير أن اعتذر إليك . لقد اعترف صديقاك . وهنا قال البدوي لقد تعاهدنا على الكتمان ولقد هدداني بقطع لساني إن قلت شيئا . ثم أرشدهم لمكان الجثة وكانوا قد دفنوا الرأس في مكان والباقي في مكان

اعترف الاثنان بالقتل . بعد رؤيتها . وتم اعدامهما في نفس اليوم . أحداث دارت في بيئة رملية إلا أن الخبرة كانت كافية .

يا رب فرج عن سورية وأهل سورية

ــــــ

مجلة العربي الكويتية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق