مو كل مرة تسلم الجرة وفي المثل العربي من مأمنه يؤتى الحذر. وقصة بائع الملح صاحب الحمار

 

مو كل مرة تسلم الجرة

وفي المثل العربي من مأمنه يؤتى الحذر.

والمعنى  أنَّ الحذر لا يدفع عنك ما لا بد منه وإن جهدت. ويقال : قد يؤتى على يدي الحريص. ويجدر بنا الحذر كل الحذر أن يخدعنا الشيطان عن الحزم فيمثّل لك التّواني في صورة التوكّل، ويسلبك الحذر، ويورثك الهوينا بإحالتك على الأقدار

وقصة بائع الملح صاحب الحمار ترشدنا للحيطة فيما نفعل أو ننوي فعله حتى لا تقع الكارثة ،  على حد قول أهل المعرة : يا ناس تعو خلصوني . قيل كان هناك بائع الملح في القرية. اعتاد شراء الملح من بلدة مجاورة. وكان له حمار يستخدمه لحمل الملح. وكان مضطراً لقطع نهر صغير للوصول لسوق المدينة ، وفي أحد المرات تعثّر ووقع في الماء، فذاب الملح وأصبحت الأكياس خفيفة ممّا أسعد الحمار كثيرًا، ومنذ ذلك اليوم، بدأ الحمار بتكرار الخدعة نفسها في كلّ يوم

وبعد تكرار الحادثة اكتشف البائع حيلة الحمار، فقرّر أن يعلمه درسًا، وفي اليوم التالي ملأ الأكياس بالقطن ووضعها على ظهر الحمار، وفي هذه المرّة أيضَا، قام الحمار بالحيلة ذاتها، وأوقع نفسه في الماء، لكن وبعكس المرّات الماضية ازداد ثقل القطن أضعافًا بسبب امتصاصه للماء، وواجه الحمار وقتًا عصيبًا في الخروج من الماء، فتعلّم حينها الدرس، وفرح البائع لذلك.

هناك من يظن نفسه الأذكى دائما ، ليكتشف أن الأمر ليس كما يظن ، إلا أن البعض يصر على أن الأذكى على الرغم من الكارثة بل الكوارث التي وقع ويقع فيها . وهذا حال من تسبب في بلائنا وإن ظنوا بأنهم في مأمن من العقاب .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأمثال لابن سلام (ص: 327)

الرسائل السياسية (ص: 77)