الثلاثاء، 6 سبتمبر 2022

التاريخ علم وفضيلة : وقفة عند عادات عربية جاهلية : من صور الحياة في الجاهلية : الأبنية - الجدب والخصب

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

التاريخ علم وفضيلة : وقفة عند عادات عربية جاهلية :

من صور الحياة في الجاهلية : الأبنية - الجدب والخصب

تطلعنا المصادر الأدبية على الظروف الطبيبة التي كانت سائدة أيام الجاهلبة

ويظهر أن شهرة الروم فيما يتعلق بالأبنية ، كانت ذائعة بين العرب حتى أنهم إذا أرادوا تشبيه ضخامة الناقة وصفوها بأنها كقنطرة الرومي . وقد عرفت الأبنية الضخمة ومن الحجارة أقامها ذوي اليسار ، فهذا راشد بن شهاب اليشكري الشاعر الجاهلي يفخر بالقصر الذي بناه في البحرين .

بَنيْتُ بثَاجٍ مِجْدَلاً من حجارةٍ ... لأِجْعلَهُ عِزًّا على رَغْمِ منْ رَغَمْ

أَشَمَّ طُوَالاً يَدْحَضُ الطَّيْرُ دونَهُ ... لهُ جَنْدَلٌ ممَّا أَعَدَّتْ لهُ إِرَمْ

ويَأْوِي إِليهِ المُسْتَجيرُ من الرَّدَى ... ويَأْوي إِليه المُسْتَعِيضُ من العدم

قال الأصمعيّ قال: أخبرني جوسق قال: كان يقال بالبدو: «إذا ظهر البياض قلّ السّواد، وإذا ظهر السّواد قلّ البياض» . قال الأصمعيّ: يعني بالسّواد التّمر، وبالبياض اللّبن والأقط ، وإذا كانت السّنة مجدبة كثر التّمر وقلّ اللّبن والأقط. وقال: إذا كان العام خصيبا ظهر في صدقة الفطر البياض يعني الإقط وإذا كان جدبيا ظهر السّواد، يعني التّمر.

ففي أيام الخصب يروى العرب وتختال الإبل بقوتها وتدر اللبن الغزير ، ويكثر اللحم . ويرى الأعشى أن من آثار النعمة عند ممدوحه وجود اللحم المقدد والرطب فوق الحظائر

تَرى اللَحمَ مِن ذابِلٍ قَد ذَوى .. وَرَطبٍ يُرَفَّعُ فَوقَ العُنَن

كما أن النعمة أن تكون الجياد منعمة تعلف بالشعير في الصيف وتجلل بالأكسية التي تصونها وتمنع أذى الرياح عنها . يقول الأعشى :

جِيادُكَ في الصَيفِ في نِعمَةٍ       تُصانُ الجِلالَ وَتُعطى الشَعيرا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ديوان طرفة بن العبد (ص: 22)

الحيوان – للجاحظ (3/ 60)

المفضليات – الضبي (ص: 309)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق