صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
مغالبة
الشر
ومن
رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحياة السلف نتعلم
كثر
اليوم من يؤمن بأن رد الشر لا يكون إلا بشر . والناس كَانَوا يُقَولُون: إِنَّ
اللهَ تَعَالَى قَدْ يَأْمُرُ بِالشَّيْءِ وَيَبْتَلِي بِثِقَلِهِ، وَيَنْهَى عَنِ
الشَّيْءِ وَيَبْتَلِي بِشَهْوَتِهِ. فَإِذَا كُنْتَ لاَ تَعْمَلُ مِنَ الْخَيْرِ
إِلاَّ مَا اشْتَهَيْتَ ، وَلاَ تَتْرُكُ مِنَ الشَّرِّ إِلاَّ مَا كَرِهْتَ ،
فَقَدْ أَطْلَعْتَ الشَّيْطَانَ عَلَى عَوْرَتِكَ، وَأَمْكَنْتَهُ مِنْ رُمَّتِكَ ،
فَأَوْشَكَ أَنْ يَقْتَحِمَ عَلَيْكَ فِيمَا تُحِبُّ مِنَ الْخَيْرِ فَيُكَرِّهَهُ
إِلَيْكَ، وَفِيمَا تَكْرَهُ مِنَ الشَّرِّ فَيُحَبِّبَهُ إِلَيْكَ. وَلَكِنْ
يَنْبَغِي لَكَ فِي حُبِّ مَا تُحِبُّ مِنَ الْخَيْرِ التَّحَامُلُ عَلَى مَا
يُسْتَثْقَلُ مِنْهُ، وَيَنْبَغِي لَكَ فِي كَرَاهَةِ مَا تَكْرَهُ مِنَ الشَّرِّ
التَّجَنُّبُ لِمَا تُحِبُّ مِنْهُ.
وجميل
قول ابن المقفع :
لقد
أسمع القول الذي كاد كلما ... يذكر فيه الدهر قلبى يصدع
فأبدى
لمن أبداه منى بشاشة ... كأنى مسرور بما منه أسمع
وما
ذاك من عجب به غير أنني ... أرى أن ترك الشر للشر أقصع
عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ
صَدَقَةٌ»، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: «يَعْمَلُ
بِيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ» قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟
قَالَ: «يُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوفَ» قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ:
«فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهَا لَهُ
صَدَقَةٌ»
سَيِّدِنَا حُذَيْفَة
بن الْيَمَان رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ لرجل: أَيَسُرُّك أَنَّك غلبت شَرّ النَّاس؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَإنَّك لن
تغلبه حَتَّى تكون شرا مِنْهُ. وَقَالَ: إِن الله لم يخلق شَيْئا إِلَّا صَغِيرا
ثمَّ يكبر، إِلَّا الْمُصِيبَة، فَإِنَّهُ خلقهَا كَبِيرَة ثمَّ تصغر.
يا
رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــ
صحيح
البخاري (2/ 115)
الأدب
الصغير – ابن المقفع(ص: 41)
نثر
الدر في المحاضرات (2/ 78)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق