الأحد، 25 سبتمبر 2022

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

وماذا علينا إن غلبنا المسامحة على الانتقام

ومن حياة السلف نتعلم

من الناس من يرى في الانتقام سبيل لشفاء الغيظ لحسم الخلاف ً. ترى هل انتقم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل مكة بعد فتحها ؟ وفي سيرته كلها ما عرف أنه انتقم من أحد .

كان رجل من المعتزلة وكان له جار يرى رأي الخوارج، وكان كثير الصلاة والصيام حسن العبادة، فقال المعتزلي لرجلين من أصحابه: مرّا بنا إلى هذا الرجل فنكلمه لعل الله جل وعز ينقذه من الهلكة بنا ويهديه من الضلالة، فأتوه وكلّموه فأصغى إلى كلامهم، فلما سكتوا انتعل وقام ومعه القوم حتى وقف على باب المسجد فرفع صوته بالقراءة واجتمع إليه الناس، وقعد الرجل وصاحباه، فقرأ ساعةً حتى أبكى الناس ثم وعظ فأحسن ثم ذكر الحجاج فقال: هدم الكعبة وفعل وفعل فالعنوه لعنه الله! فلعنه الناس ورفعوا أصواتهم، ثم قال: يا قوم وما علينا من ذنوب الحجاج ومن أن يغفر الله عز وجل له ولنا معه فإنا كلنا مذنبون، لقد كان الحجاج غيوراً على حرم المسلمين تاركاً للغدر ضابطاً للسبيل عفيفاً عن المال لم يتخذ ضيعةً ولم يكن له مال فما علينا إن نترحم عليه فإن الله عز وجل رحيم يحب الراحمين، ثم رفع يده ودعا بالمغفرة للحجاج ورفع القوم أيديهم وارتفعت الأصوات بالاستغفار ملياً .

يا رب فرج عن سورية وأهل سوريا

المحاسن والمساوئ – إبراهيم البيهقي (ص: 68)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق