الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

الاستدلال بالضمير على الضمير من سيرة الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ومن حياة الأولين نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الاستدلال بالضمير على الضمير

من سيرة الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ

ومن حياة الأولين نتعلم

في المعرة يقولون : قلو : يا رسول الله بحب . قلو : من القلب للقلب ساقي

والقصد أنك إن كنت صادقا فقلبي هو من يدرك أثر هذه المحبة . ونحن مندوب إلينا بل نحن مأمورون بحب بعضنا . لأن الحب سبيل لقوام الحياة الإنسانية بالشكل الذي يرضي الله تعالى . ومندوب للمرء أن يفصح عن حبه فعَن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فِي اللهِ، قَالَ: " فَأَخْبَرْتَهُ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَأَخْبِرْهُ ". فَقَالَ: تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: فَأَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ، وَقَالَ خَلَفٌ فِي حَدِيثِهِ: فَلَقِيَهُ . إني أحبك في الله، فدعا له أخوه، وقال: أحبك الله الذي أحببتني له.

وهذا يعني: لا أحبك  لإحسان منك ولا لجمال فيك ولا لشرف، ولكن أحبك لأجل اللَّه (فقال: أحبك اللَّه الذي أحببتني له).

وفيه دليل على استحباب التودد بين المؤمنين واستجلاب محبة بعضهم لبعض بالمهاداة والتواضع والإحسان، فقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، فمن عرف أن أحدًا يحبه هاداه . وحب الله غاية يريد كل مؤمن أن يصل إليها، وهي غاية تدرك وليست بمستحيلة، بل هي سهلة على من يسرها الله عز وجل له. وعلامة المحبة طاعة الله سبحانه تبارك وتعالى وعلامة محبة الله عز وجل للعبد أن يوفقه للعمل الصالح .

وكم نطلق كلمة الحب رياءً وابتغاء مصلحة آنية . ولا أن قلب السماع يدرك صدق الكلمة من كذبها . كتب حكيم إلى حكيم: إذا أردت معرفة مالك عندي فضع يدك على صدرك، فكما تجدني كذلك أجدك. وقالوا: إياكم ومن تبغضه قلوبكم، فإن القلوب تجازي القلوب. وقال ذو الإصبع:

لا أسأل الناس عما في ضمائرهم ... ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني

قال محمود الوراق:

لا تسألن المرء عما عنده ... واستمل ما في قلبه من قلبكا

إن كان بغضا كان عندك مثله ... أو كان حبا فاز منك بحبكا

وأشهد الله أني لا أحب من كان سببا في بلائنا

ويا رب فرجك عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــ

مسند الإمام أحمد (20/ 45)

شرح سنن أبي داود لابن رسلان (19/ 395)

العقد الفريد (2/ 205)

شرح رياض الصالحين - (22/ 11)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق