الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

مدن أندلسية بلنسية





 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

مدن أندلسية بلنسية

بَلَنْسِيَةُ:

مدينة مشهورة بالأندلس ، وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة، وهي برّيّة بحرية ذات أشجار وأنهار، وتعرف بمدينة التراب، وتتصل بها مدن تعد في جملتها، والغالب على شجرها القراسيا، ولا يخلو منه سهل ولا جبل، وينبت بكورها الزعفران، ملكها الروم سنة 487 هـ ، واستردها الملثمون الذين كانوا ملوكا بالغرب قبل عبد المؤمن سنة 95، وأهلها خير أهل الأندلس يسمّون عرب الأندلس، بينها وبين البحر فرسخ، وقال الأديب أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني الأندلسي:

إن كان واديك نيلا لا يجاز به، فما لنا قد حرمنا النيل والنيلا؟

إن كان ذنبي خروجي من بلنسية، ... فما كفرت ولا بدّلت تبديلا

دع المقادير تجري في أعنّتها، ... ليقضي الله أمرا كان مفعولا

تعد الآن ثالث مدينة من حيث عدد السكان والنشاط الاقتصادي والثقافي وتسمى اليوم فالنسيا Valencia وتقع جنوب شرقي الجزيرة على بعد 4كم من البحر المتوسط في منطقة سهلية خصبة يروي السهل نهر الوادي الأبيض ويسمى اليوم نهر توريا . في العصر الأموي توافدت القبائل العربية لتصبح أكثر مناطق الأندلس تعريبا ونشاطا . قام العرب بشق إحد وثلاثين ترعة عرفت بالسواقي ولا زال اسمها كذلك ) acequia ) ومن العجيب أن الأسبان لن يغيروا في هذه الترع شيئا

كانت في العهد الإسلامي ثالث أكبر مدينة أسبانية إلا أنها عانت من محنة أيام طول الطوائف فخضعت لآل ذي النون ثم للأسبان استعادها المرابطون ليستمر الحال قرابة مائة وأربعين سنة لتتعرض لحملة صليبية بقيادة أراجون جيمس وبمساعدو دول أوربة وأساطيل إيطالية . ولم ينفع استنجاد أهلها بالحفصيين في تونس  وكان الشاعر بن الأنبار رسول للأمير الحفصي حيث ألقى أمامه :

أَدْرِكْ بِخَيْلِكَ خَيْلِ اللَّهِ أندلُسَاً .. إنَّ السَّبِيلَ إلَى مَنْجاتِها دَرَسَا

وَهَبْ لهَا مِنْ عَزيزِ النَّصْرِ مَا الْتَمَسَتْ .. فَلَمْ يَزَلْ مِنْكَ عزُّ النَّصْر مُلْتَمَسا

ومنها

وانْصُر عَبِيداً بأَقْصَى شَرْقِها شَرِقَتْ .. عُيُونُهم أدْمُعاً تهْمِي زَكاً وخَسا

استجاب الحفصيون لكن اسطولهم عجز عن شيء للحصار المحكم على فرضته الأساطيل الأوربية وظلت بلنسية تقام ثمانية عشر شهراً إلى أن سقطت في 11 صفر 626هـ - 28 أيلول 1238م

ــــــــــــ

معجم البلدان – ياقوت الحموي (1/ 490)

تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي (34/ 52)

مجلة الفيصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق