الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

الغباء من أسرار بلائنا

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الغباء من أسرار بلائنا

الغِباءُ هُوَ التُّرابُ الَّذِي يُسَدُّ بِهِ فَمُ البِئْرِ على الغَطاءِ. وقالوا : الغباء شبه الغبرة فِي السَّمَاء والغباوة الْغَفْلَة

وأشد الغباء، غباء يرى صاحبه أنه أذكى الأذكياء . وذم بعض الحكماء رجلا فقال: «يحزم قبل أن يعلم، ويغضب قبل أن يفهم» .

قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في بعض رسائله إلى قضاته: «الفّهم الفهم فيما يتلجلج في صدرك» .

ولا يمكن تمام الفهم إلا مع تمام فراغ البال. وأهل الغباء والغفلة هم من يعميه هواه ويقوده

إن الحليم إذا تفكر لم يكد ... يخفى عليه من الأمور الأوفق

ولكل حيوان مما خلق الله قدر من الذكاء قل ذلك او كثر حتى الحمار وهو مضرب المثل في الغباء إن أمكن للإنسان ان يلج به باب التعليم والتدريب. ومما يروي عن القدماء في هذا المجال ما كان ممن يدعي: الأسود الكذاب العنسي احد المتنبئين باليمن في صدر الإسلام وكان يلقب ذا الحمار يقول المسعودي في التنبيه والاشراف: كان له حمار قد راضه وعلمه فكان يقول له اسجد فيسجد ويقول له اجث فيجثو وغير ذلك من امور كان يدعيها ومخاريق كان يأتي بها يجتذب بها قلوب متبعيه.

وكذلك من الغباء أن تعق أهلك ووطنك

كثيرون تغابوا وأغمضوا أعينهم عن كل فضيلة حتى فوضوا أمر أنفسهم لعدوهم فساقوا البلاء لأهلهم ووطنهم

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــ

الرسائل السياسية - الجاحظ(ص: 346)

الأدب والمروءة - اللخمي(ص: 35)

البيان والتبيين (2/ 29)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق