الأحد، 5 سبتمبر 2021

كراهية الحق ومن أبي الحكم والوليد لنا مثل .

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي


كراهية الحق

ومن أبي الحكم والوليد لنا مثل .

بدأت الحقيقة بالانتشار تدريجيا؛ ودخل في الدين الجديد أفراد قلائل معظمهم من الشباب او الضعفاء قليلي الحيلة. كان عددهم قليلا لكن شجاعتهم كانت عالية، وقد توسعت دائرة نشاط النبي. وبالرغم من معارضة قريش واهاناتها له، فقد استمر في مخاطبة الناس في زوايا الشوارع وفي السوق هاديا ومحذرا من النار التي تنتظر فاعل الشر. كان يسخر من آلهتهم  المصنوعة من الخشب والحجر ويدعوهم إلى عبادة الإله الحقيقي. وعندما ازدادت نشاطاته، أصبحت معارضة قريش له أقسى واشد.  تزعم هذه المعارضة بشكل رئيسي اربعة رجال هم: صخر بن حرب، وهو زعيم بني أمية)، والوليد (والد خالد) ، وأبو لهب (عم النبي صلى الله عليه وسلم )، وأبو الحكم. كان أبو سفيان والوليد عزيزي النفس وموضع احترام. وعندما قادا المعارضة ضد النبي، لم يستخدما الشتم والذم. وكان رد الفعل الأولي للوليد هو الكرامة المضطربة. وقد صاح بانفعال: لماذا تنزل النبوة على محمد، ولم تنزل علي أنا أكبر رجل في قريش منزلة وسنا، وكذلك يوجد ابو مسعود زعيم قبيلة ثقيف؛ وبالتأكيد هو، وانا، أعظم رجلين في المدينتين ». كان هذا الرجل الكبير يعيش في عالم خاص به حيث يعتمد كل شيء على الحسب والنسب . وغير عادل مع النبي، لان عائلة محمد تتصل بأجيال عائلته الست، كما أن عائلة محمد لاتقل تبلا من عائلته. وفي الحقيقة، فان عائلة محمد تعتبر ارفع منزلة من اي عائلة أخرى في مكة، فقد كان عبد المطلب، جد النبي، زعيم قريش. وحسب ابن هشام، فان الآية القرآنية قد نزلت بشأن ما قاله الوليد: «وقالوا لولا تزال هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم. والمدينتان، هما مكة والطائف. كذلك فان الآيات القرآنية التالية تتعلق با او ليد، الذي عرف بلقب و الوحيد: « ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴿١١﴾ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ﴿١٢﴾ وَبَنِينَ شُهُودًا ﴿١٣﴾ وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ﴿١٤﴾ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ﴿١٥﴾ كَلَّا  إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا ﴿١٦﴾ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ﴿١٧﴾". وكان أبو الحكم أكثر هؤلاء الزعماء حقدا وتعطشا للدماء، وهو ابن عم خالد وصديقه. وبسبب معارضته الشديدة الاسلام فقد لقبه المسلمون بها: أبي جهل»، أي الرجل الجاهل. وقد لازمه هذا الاسم بين اقرانه وزملائه. وقد كان رجلا صفير الجسم، قوي البنية، خشنا، وقد وصفه أحد معاصريه (كان ذا وجه كالحديد، ونظرة كالحديد، ولسان كالحديد). ولا ينسى ابو جهل في صباه أن محمدا قد رماه ارضا عندما تصارع معه في مباراة عنيفة وسبب له جرحا في ركبنه بقيت آثاره حتى مماته . وعندما وجد اشراف قريش وغيرهم أن من المستحيل منع النبي من القيام رسالته سواء بالتهديد أو بالإغراء ، قرروا الذهاب الى الرجل الجليل والمحترم، ابي طالب شم النبي وزعيم بني هاشم. وكانوا يتمنون قتل النبي لولا خشية هم من نفوذ عائلته وعشيرته التي تحميه. كما أن قتله سوف يؤدي الي نراهات دموية عنيفة مع بني هاشم الذين سيثأرون بدون شك بقتل القائل أو أحد أفراد عائلته.

وفا، جاء وفد قريش الى ابي طالب و قال له: يا أبا طالب! انت زعيمنا وافضل شخص بيننا. لقد رأيت ما يفعله ابن أخيك ال, انه يشتم آلهتنا ويفتري على ديننا ودين آبائنا. فإما أن توقف محمدا عن هذه الأعمال؛ أو أن تسمح لنا باتخاذ الاجراءات اللازمة ضده. فكلمهم ابو طالب بلطف وأخبرهم بأنه سينظر في هذه المسالة، وصرفهم ببشاشة. ولكن أبا طالب لم يفعل شيئا لإيقاف النبي عن رسالته ونشر الدين كانت اعمال النبي محور الأحاديث في منزل الوليد. فكان الوليد يجلس مساء مع اولاده واقربائه ويستعرضوا أحداث النهار وما يفعله بنو قريش المجابهة حركة محمد. وكان الوفد الثاني الذي ذهب الى ابي طالب والذي لم يثمر شيئا کسابقه . وقد تابع النبي رسالته. بعد ذلك اتخذ الوليد خطوة جريئة. فقرر ان يقدم ابنه ا عمارة» الى ابي طالب كبديل لشخص محمد، وكان عمارة شابا وسيما طويل القامة وكان مثالا للشاب الفاضل في نظر الرجال والنساء. فجاء وفد قريش الى ابي طالب ومعهم عمارة وقالوا له: «يا أبا طالب هذا هو عمارة بن الوليد. أنه من خيرة شباب قريش ومن أنبلهم واوسمهم. فخذه كابن لك، وهو سوف يساعدك ويكون تحت امرتك كأي أين من الأبناء. وبالمقابل اعطنا ابن أخيك الذي انقلب ضد دينك ودين آبائك وتد سبب انشقانه في قبيلتنا. وسوف نقتله , اليس هذا عدلا - رجل مقابل رجل؟. صدم ابو طالب بالعرض وقال: ولا أظن أن هذا مدلا على الإطلاق. انكم تريدون اعطائي ابنكم لأطعمه واربيه بينما انتم تريدون محمدا لتقتلوه. وقسما بالله أن هذا سوف لن يتم». وقد فشلت مهمة الوفد، ولا يعرف ماذا كان رد فعل عمارة بالنسبة لهدا الفشل هل هو خيبة الأمل او الفرح.

هي مطالب أهل العناد والهدف الأنانية في المصلحة دون تفريق بين الحق والباطل ، وكم دمرت هذه الأنانية أوطان وشردت شعوبها

يا رب فرجك عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــ

الواقدي:: المغاري ج 1 - صفحة 2، وابن رسته صفحة 222.

الطبري - الجزه 2 صفحة 105

ابن هشام - جزء 1 صفحة 365، وابن سعد ص 186.

سيف الله خالد بن الوليد (ص: 62)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق