الأربعاء، 8 سبتمبر 2021

نحن لا نعلم الغيب لا بد لنا من التسليم لقدر الله وقدره

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

نحن لا نعلم الغيب

لا بد لنا من التسليم لقدر الله وقدره

ومن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وحياة السلف نتعلم

ترى لو استشار سيدنا الخَضِر أم أو أبا في قتل غلامهما هل سيوافقان ؟ حتى وإن أبلغهما الخضِر أن من المصلحة قتله

هناك من يتمنى موت فلان لظلم تصور فعله إلا أن قدر الله رأت أن يبقى وفي بقائه خير ومصلحة قادم .

فعن مبشّر بن بشير أن رجلا كان يطلبه الحجّاج فمرّ بساباط  ( قوس حجري ) فيه كلب بين حبّين ( جرتين ) يقطر عليه ماؤهما. فقال: يا ليتني مثل هذا الكلب، فما لبث ساعة أن مرّ بالكلب في عنقه حبل ، فسأل عنه، فقالوا: جاء كتاب الحجّاج يأمر فيه بقتل الكلاب.

وهناك من يتمنى الخير لمن أحب إلا أن الغيب قد ينكر عليه أمنيته . قال مدينيّ لكوفيّ: ما بلغ من حبك لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: وددت أنّى وقيته ولم يكن وصل إليه يوم أحد ولا غيره شيء من المكروه إلّا كان بي دونه. قال المدينيّ: وددت أن أبا طالب كان أسلم فسرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنّي كافر. ترى لو كان هذا الرجل في وقعة أحد أفعل ذلك ؟ لم يفعلها سوى رجل وامرأة  وفي أحد ثلة من كبار الصحابة رضوان الله عليهم .

عَنْ مُحَمّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيّ، قَالَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَرَأَيْتُمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحِبْتُمُوهُ؟ قَالَ نَعَمْ يَا ابْنَ أَخِي، قَالَ فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ وَاَللهِ لَقَدْ كُنّا نَجْهَدُ قَالَ فَقَالَ وَاَللهِ لَوْ أَدْرَكْنَاهُ مَا تَرَكْنَاهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَلَحَمَلْنَاهُ عَلَى أَعْنَاقِنَا. قَالَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ يَا ابْنَ أَخِي، وَاَللهِ لَقَدْ رَأَيْتنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَنْدَقِ وَصَلّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوِيّا مِنْ اللّيْلِ ثُمّ الْتَفَتَ إلَيْنَا فَقَالَ "مَنْ رَجُلٌ يَقُومُ فَيَنْظُرُ لَنَا مَا فَعَلَ الْقَوْمُ ثُمّ يَرْجِعُ - يَشْرِطُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرّجْعَةَ - أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَكُونَ رَفِيقِي فِي الْجَنّةِ"؟ فَمَا قَامَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ، مِنْ شِدّةِ الْخَوْفِ وَشِدّةِ الْجُوعِ وَشِدّةِ الْبَرْدِ فَلَمّا لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ، دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَكُنْ لِي بُدّ مِنْ الْقِيَامِ حِينَ دَعَانِي، فَقَالَ "يَا حُذَيْفَةُ اذْهَبْ فَادْخُلْ فِي الْقَوْمِ، فَانْظُرْ مَاذَا يَصْنَعُونَ وَلَا تُحْدِثَنّ شَيْئًا حَتّى تَأْتِيَنَا". قَالَ فَذَهَبْت فَدَخَلَتْ فِي الْقَوْمِ وَالرّيحُ وَجُنُودُ اللهِ تَفْعَلُ بِهِمْ مَا تَفْعَلُ لَا تُقِرّ لَهُمْ قِدْرًا وَلَا نَارًا وَلَا بِنَاءً. فَقَامَ أَبُو سُفْيَانَ. فَقَالَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ: لِيَنْظُرْ امْرؤ مَنْ جَلِيسُهُ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ فَأَخَذْت بِيَدِ الرّجُلِ الّذِي كَانَ إلَى جَنْبِي، فَقُلْت: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ فُلَانُ ابْن فلَان . قال النووي رجمه الله معناه أن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فهم منه أنه لو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم لبالغ في نصرته ولزاد على الصحابة رضي الله تعالى عنهم فأخبره في ليلة الأحزاب وقصد زجره عن ظنه أنه يفعل أكثر من فعل الصحابة .

ونحن ما من شأننا إلا الدعاء لموت فلان ، وزوال علان ، دون أن يطلعنا الله على غيبه وأن المصلحة عكس ما رغبنا

ومن شأن المسلم أن لا يدعو إلا بخير

يا رب فرجك عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــ

سيرة ابن هشام (2/ 231)

الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم - الهَرَري (19/ 304)

عيون الأخبار – الدينوري (1/ 373)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق