الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

زمن الطفيليين

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

زمن الطفيليين

الطَّفَل: اخْتِلَاط أول اللَّيْل بباقي النَّهَار. وهو الذي يتحين طعام الناس، يقال: أتانا فلان يتفحلس، وهو الذي تسميه العامة الطفيلي. والطفيلي منسوب إلى طُفيل بن زلال، رجل من أهل مكة من بني عبد الله بن غطفان كان يأتي الولائم من غير أن يُدعى إليها. وكان يقال له طُفَيْل الأعراس والعرائس: وددتُ أن الكوفة بِرْكة مُصَهْرَجَةٌ  - معمولة كصهريج للماء - فلا يخفى عليَّ منها شيء. وكان هو أول من فعل ذلك. فأما العرب فإنها تسمي الذي يجيء إلى الطعام لم يُدع إليه الوارِش.

قال أبو العتاهية:

من ذا الذي يخفى عليـ ... ـك، إذا نظرت إلى قرينه

وعلى الفتى بطباعه ... سمة تلوح على جبينه

قال الأصمعي: والطفيلي هو الذي يدخل على القوم من غير أن يدعوه. وهو مأخوذ من الطَّفْلِ وهو إقبال الليل على النهار بظُلمته. فيعني ذلك أنه يُظلم على القوم أمره فلا يدرون مَن دعاه ولا كيف دخل عليهم.

وقيل لابن رواح الطفيلي: كيف ابنك هذا؟ قال: ليس في الدنيا شيء مثله، سمع نادبةً خلف جنازةٍ وهي تقول: واسيداه! يُذهب بك إلى بيت ليس فيه ماء ولا طعام ولا فراش ولا وطاء، ولا غطاء ولا سراج ولا ضياء! فقال: يا ابه يذهبون به إلى بيتنا. وسئل بنان الطفيلي أتحفظ من كتاب الله شيئا؟ قال: نعم، آية واحدة. قال: ما هي؟ قال: قال موسى لفتاه آتنا غداءنا

واليوم إقبال عجيب على التطفل بكل صوره . وأخطره التطفل على العلم وادعاء للمعرفة . وهو أشد ممن تطفل على موائد الطعام وإن كثر هؤلاء اليوم حتى أنهم يبغون الطعام دون جهده .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــ

نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة - التنوخي- التنوخي(7/ 151)

الموشى = الظرف والظرفاء - الوشاء(ص: 16)

الأمثال لابن سلام (ص: 371)

الفاخر – ابن عاصم(ص: 76)

المحاسن والمساوئ – البيهقي (ص: 253)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق