الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

يشمّون ريح الأماني ومن حيلة الأقدمين لنا وقفة ومن المعرة حكاية

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

يشمّون ريح الأماني

ومن حيلة الأقدمين لنا وقفة

ومن المعرة حكاية

هناك من بنى حياته على الأماني فقضى يأمل ويتمنى ، يغمض عينه أملا أن يفتحهما وقد تحقق ما يريد

ثراء ، جاه ووجاهة . أمن وأمان . يقذف الحجر في الفضاء ويا رب تجي بعينو أي لعدوه .

أحد وجهاء المعرة رحمه الله أراد أن يبني حماما عام وفي نزله اجتمع عدد ممن اعتادوا السهر عنده . فقال : ما رأيكم وقد عزمت على بناء حمام عامة . مباشرة ودون تفكير قال أحدهم : الموقع الفلاني مناسب . وقال آخر : فلان يصلح ليكون قيم الحمام للرجال . صاح أخر وزجته تصلح لتكون قيمة للنساء . شاركهم آخر فقال : المفروض أكبر من حمام التكية .

وتحدث آخر فقال : والله فلان وفلان وفلان : ليس عندهم عمل بصيرو مكيسين . آخر قال فلان عندو خبرة : يأتي بالمناشف واللوازم من حلب . وصاحب الطرح : صامت لا يتكلم . أما حين انتهوا حتى أنك تحس حينها أن الحمام قد افتتح . صاح : رُوُحْ رُوُحْ . وهي عبارة معتادة في الحمام العام تعني يا فلان هات المناشف . قالوا : مبتسمين . كيف (رُوُحْ ) والحمام لسى ما بني . قال خيالكم بنى وعَمَّر قلت بنفسي بكون أول من يستحم وطلبت المناشف . وللعلم بني الحمام وكان آخر وأجمل حمام عام بني في المدينة

تمنّى ابن أبي عتيق أن يهدى له مسلوخ يتخذ منه طعاما، فسمعته جارة له فظنّت أنه قد أمر أن يشترى له، فانتظرت إلى وقت الطعام ثم جاءت تدقّ الباب، وقالت: شممت ريح قدوركم فجئت لتطعموني، فقال ابن أبي عتيق:

جيراني يشمّون ريح الأماني.

وفي كتاب للهند أن ناسكا كان له عسل وسمن في جرّة، ففكّر يوما فقال: أبيع الجرّة بعشرة دراهم، وأشتري خمسة أعنز فأولدهنّ في كلّ سنة مرتين؛ ويبلغ النتّاج في سنين مائتين، وأبتاع بكل أربع بقرة، وأصيب بذرا فأزرع، وينمى المال في يدي؛ فأتّخذ المساكن والعبيد والإماء والأهل ويولد لي ابن فأسميه كذا وآخذه بالأدب، فإن هو عصاني ضربت بعصاي رأسه وكانت في يده عصا فرفعها حاكيا للضرب، فأصابت الجرّة فانكسرت، وانصبّ العسل والسمن على رأسه.

واليوم نحن نشم ريح الأمان نتطلع لفرج الله دون عمل

نتطلع لرأب الصدع بتغذية الكراهية

يا رب فرجك عن سوريا وأهل سوريا

عيون الأخبار (1/ 374)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق