الأحد، 30 مايو 2021

أذن من طين، وأذن من عجين وفي المعرة يقولون : دانو طرشا وكذلك يقولون : سماع وفلّت

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

أذن من طين، وأذن من عجين

وفي المعرة يقولون : دانو طرشا

وكذلك يقولون : سماع وفلّت

من صور البلاء الذي نحن فيه وربما من أسرار وجوده أناس لهم آذان ولن لا رغبة لهم في السماع وصفهم الله تعالى فقال : وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا مَا يُنْذَرُونَ (45) سورة الأنبياء وقال الإمام القرطبي:  أَيْ مَنْ أَصَمَّ اللَّهُ قَلْبَهُ، وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ، وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً، عَنْ فَهْمِ الْآيَاتِ وَسَمَاعِ الْحَقِّ. فحاسّة السمع هي أول معلوميات الإنسان، وأول حواسه عملاً، وقبل أن يتكلم الطفل لا بُدَّ أنْ يسمع أولاً، لينطق ما سمعه؛ لأن السمع هو الإدراك الأول المصاحب لتكوين الإدراكات، والأذن تسبق العين في أداء مهمتها. والسمع هو الآلة التي لا تتعطّل عن مهمتها، حتى ولو كان الإنسان نائماً؛ لأن به يتم الاستدعاء؛ لذلك لما أراد الحق سبحانه أنْ يُنيم أهل الكهف هذه المدة الطويلة ضرب على آذانهم، وعطّل عندهم حاسة السمع حتى لا تُزعجهم أصوات الطبيعة خارج الغار، فقال: {فَضَرَبْنَا على آذَانِهِمْ فِي الكهف سِنِينَ عَدَداً} [الكهف: 11] . ومعنى: {وَلاَ يَسْمَعُ الصم الدعاء ... } [الأنبياء: 45] صحيح أنهم يسمعون، وآلة السمع عندهم صالحة للعمل، إلا أنه سماعٌ لا فائدة منه والمسألة ليست طبيعية في التكوين، إنما توجيه إدراكات، كأنْ تكلِّم شخصاً في أمر لا يعجبه، فتجده «أذن من طين، وأذن من عجين» ينصرف عنك كأنه لم يسمع شيئاً، كأحدهم لما قال لصاحبه: فيك مَنْ يكتم السر؟ قال: نعم سِرُّك في بير، قال: أعطني عشرة جنيهات، فردَّ عليه: كأنِّي لم أسمع شيئاً!!! .

ما من أحد يجهل أن الوطن والأهل أمانة لا يجوز العبث بها فكيف بمن سعى وكان سببا في ما حل فيه من بلاء .

ورضي الله عن عمرو الزبيدي حيث قال :

وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت .. وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَماد

لَقَد أَسمَعت لَو نادَيت حَياً .. وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي

يا رب فرجك عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــ

تفسير القرطبي (11/ 292)

تفسير ابن كثير (5/ 345)

تفسير الشعراوي (15/ 9550)

 

عمرو الزبيدي

100 ق. هـ - 21 هـ / 525 - 642 م

عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد الله الزبيدي. فارس اليمن، وصاحب الغارات المذكورة، وفد على المدينة سنة 9هـ، في عشرة من بني زبير، فأسلم وأسلموا وعادوا. ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم، ارتد عمرو في اليمن، ثم رجع إلى الإسلام، فبعثه أبو بكر إلى الشام، فشهد اليرموك، وذهبت فيها إحدى عينيه. وبعثه عمر إلى العراق، فشهد القادسية، وكان عصبي النفس، أبياً، فيه قسوة الجاهلية، يكنى أبا ثور.وأخبار شجاعتهُ كثيرة، له شعر جيد أشهره قصيدته التي يقول فيها:

توفي على مقربة من الريّ وقيل: قتل عطشاً يوم القادسية،

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق