الثلاثاء، 4 مايو 2021

بين الرشيد والبهلول رحمهما الله

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

بين الرشيد والبهلول رحمهما الله

العِظَةُ أو الموعظة. هو تذكيرُك لمن تتوجه إليه بالخيرَ ونحوَه ممّا يرقُّ له قلبُهُ. ونعوذ بالله ممن وِعِظَ بالحق فلم تزده الموعظة إلا نقصان وتراجعا عن الحق . ونعوذ بالله من أن نكون ممن عقله صديق مقطوع الصلة وهواه عدو متبوع .

وللموعظة مكان وزمان وهيئة فإن لم يوافقها الزمان والمكان كانت سرابا لا أثر للماء فيه . قيل أن الرشيد رحمه الله خرج إلى الحج فلما كان بظاهر الكوفة إذ بصر بهلولاً المجنون على قصبة وخلفه الصبيان وهو يعدو فقال من هذا، قالوا بهلول المجنون، قال كنت أشتهي أن أراه فأدعوه من غير ترويع، فقالوا له أجب أمير المؤمنين، فعدا على قصبته، ( أي ركبها كما يفعل الصبية ) فقال الرشيد السلام عليك يا بهلول، فقال وعليك السلام يا أمير المؤمنين، قال كنت إليك بالأشواق، قال البهلول لكني لم أشتق إليك، قال عظني يا بهلول، قال وبم أعظك هذه قصورهم وهذه قبورهم، قال زدني فقد أحسنت، قال يا أمير المؤمنين من رزقه الله مالاً وجمالاً فعف في جماله وواسى في ماله كتب في ديوان الأبرار فظن الرشيد أنه يريد شيئاً فقال قد أمرنا لك أن تقضي دينك، فقال لا يا أمير المؤمنين لا يقضى الدين بدين أردد الحق على أهله واقض دين نفسك من نفسك، قال فإنا قد أمرنا أن يجري عليك، فقال يا أمير المؤمنين أترى الله يعطيك وينساني؟ وتابع قوله للرشيد يا أمير المؤمنين فكيف لو أقامك الله بين يديه فسألك عن النقير والفتيل والقطمير، قال فخنقته العبرة فقال الحاجب حسبك يا بهلول قد أوجعت أمير المؤمنين، فقال الرشيد دعه، فقال بهلول إنما أفسده أنت وأضرابك، فقال الرشيد أريد أن أصلك بصلة فقال بهلول ردها على من أخذت منه، فقال الرشيد فحاجة، قال ان لا تراني ولا أراك، ثم قال يا أمير المؤمنين حدثنا أيمن بن نائل عن قدامة ابن عبد الله الكلابي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي جمرة العقبة على ناقة له صهباء لا ضرب ولا طرد، ثم ولى هارباً.  بقصبته وأنشأ يقول:

فعدّك قد ملأت الأرض طراً ... ودان لك العباد فكان ماذا

ألست تموت في قبر ويحوي ... تراثك بعد هذا ثم هذا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــ

عقلاء المجانين لابن حبيب النيسابوري (ص: 67)

الشكوى والعتاب للثعالبي (ص: 195)

 

النقير. والقطمير- في النواة، فأما النقير: فالذي في وسطها، وأما القطمير: فهو الذي علي راسها، ومن النقير تنبت النخلة.

الْفَتِيلُ: مَا يَكُونُ فِي شِقِّ النَّوَاةِ كَأَنَّهُ قَدْ فُتِلَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق