السبت، 22 مايو 2021

عاهدني على الصدق ومن حياة السلف قصص نتعلمها وصية أم الشيخ عبد القادر الكيلاني

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

عاهدني على الصدق

ومن حياة السلف قصص نتعلمها

وصية أم الشيخ عبد القادر الكيلاني

هناك من يحفظ الوصية وهناك من يستهزئ بها قائلا : سماع وفلت . وفي المعرة يقولون : بعات الفهيم ولا توصيه : والقصد أنه غني بحكمته عن الوصية . ويقولون أيضاً : بعات الفهيم ووصيه أي إنّه محتاج إلى معرفة غرضك وإن كان حكيما. والوصية هي العهد . قالوا : وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْعَهْدَ مِمَّا يَنْبَغِي الِاحْتِفَاظُ بِهِ . ومن الله العهد والأمر قال الله تعالى : (ألَمْ أعْهَدْ إِلَيْكُم يَا بني آدَمَ). وفي الوصية غالبا تذكير ونهي . أعرابية كان ابنها على سفر توجهت إليه قائلة : أي بني! اجلس أمنحك وصيتي وبالله توفيقك، فإن الوصية أجدى عليك من كثير عقلك ، ومن وصيتها : أي بني! إياك والنميمة، فإنها تزرع الضغينة وتفرق بين المحبين، وإياك والتعرض للعيوب .. ولا تهزز اللئيم فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها، ومثل لنفسك مثال ما استحسنت من غيرك فاعمل به، وما استقبحت من غيرك فاجتنبه، فإن المرء لا يرى عيب نفسه ... والغدر أقبح ما تعامل به الناس بينهم ..

حكاية: الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه قال بنيت أمري على الصدق وذلك أني خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم فأعطتني أمي أربعين دينارا وعاهدتني على الصدق فلما وصلنا أرض همدان خرج علينا قطاع طرق فأخذوا القافلة فمر واحد منهم بي وقال ما معك قلت أربعون دينارا فظن أني أهزأ به فتركني فرآني رجل آخر فقال ما معك فأخبرته فأخذني إلى كبيرهم فسألني فأخبرته فقال ما حملك على الصدق قلت عاهدتني أمي على الصدق فأخاف أن أخون عهدها فصاح ومزق ثيابه وقال أنت تخاف أن تخون عهد أمك وأنا لا خاف أن أخون عهد الله ثم أمر برد ما أخذوه من القافلة وقال أنا تائب لله على يديك فقال من معه أنت كبيرهم في قطع الطريق وأنت اليوم كبيرنا في التوبة فتابوا جميعا ببركة الصدق.

ونحن قيل لنا : أرضك عرضك . الجار جار لو جار . وكان حفظ الوصية أن دمرنا الأرض وشردنا الأهل

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــ

أمالي القالي (2/ 79)

نزهة المجالس ومنتخب النفائس – الصفوري (1/ 145)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق