الأحد، 16 مايو 2021

الأذكياء بين ذكاء الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله وذكاء امرأة .

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الأذكياء

بين ذكاء الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله وذكاء امرأة .

تتفاوت نسبة الذكاء بين الخلق ومن أعلام الأذكياء من سلفنا الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان رحمه شهد له به علماء عصره . قال الشافعي : سمعت مالك بن أنس- وقيل له: تعرف أبا حنيفة؟ فقال: نعم! ما ظنكم برجل لو قال: هذه السارية من ذهب لقام دونها حتى يجعلها من ذهب ، وهي من خشب أو حجارة؟ . إلا أن ذلك لا يعني أنه الأذكى أو أن فطنته قد تخونه أحياناً . قَالَ ابن الجوزي رحمه الله بلغنا أَن رجلا ابتلى بمحبة امْرَأَة فَأتى أَبَا حنيفَة فَأخْبرهُ أَن مَاله قَلِيل وَأَنَّ أهل المرأة إِن علمُوا بذلك لم يزوجوه . فَقَالَ لَهُ أَبُو حنيفَة أتبيعني اصبعك بِاثْنَيْ عشر ألف دِرْهَم ؟ قَالَ لَا قَالَ فَأخْبر الْقَوْم إِنِّي أعرفك فَمضى فَخَطَبَهَا فَقَالُوا من يعرفك فَقَالَ أَبُو حنيفَة فسألوا أَبَا حنيفَة عَنهُ فَقَالَ مَا أعرفهُ إِلَّا أَنه حضر عِنْدِي يَوْمًا فسوم فِي سلْعَة لَهُ بِاثْنَيْ عشر ألف دِرْهَم فَلم يبع ، فَقَالُوا هَذَا يدل على أَنه ذُو مَال فَزَوجُوهُ فَلَمَّا تيقنت الْمَرْأَة حَاله قَالَت لَا يضيق صدرك فهَذَا مَالِي بحكمك ، ثمَّ مَضَت إِلَى أبي حنيفَة فِي حليها وحللها فَقَالَت فَتْوَى فَدخلت فأسفرت عَن وَجههَا فَقَالَ تستري فَقَالَت مَا يُمكن قد وَقعت فِي أَمر لَا يخلصني مِنْهُ أَلا أَنْت أَنا بنت هَذَا الْبَقَّال الَّذِي على رَأس الدَّرْب وَقد بلغت عمرا واحتجت إِلَى الزَّوْج وَهُوَ لَا يزوجني وَيَقُول لمن يخطبني ابْنَتي عوراء قرعاء شلاء ثمَّ حسرت عَن وَجههَا ورأسها ويديها وَيَقُول بِنْتي زمنة . وَأُرِيد أَن تدبرني فَقَالَ ترْضينَ أَن تَكُونِي لي زَوْجَة فَقبلت ، وَقَالَت من لي بغلامك؟! فَقَالَ امْضِي فِي دعة الله فَخرجت فأحضر الْبَقَّال وحطبها وَدفع إِلَيْهِ خمسين دِينَارا وَقَالَ زَوجنِي ابْنَتك وكتب كتابا بِمِائَة دِينَار ، فَقَالَ الْبَقَّال يَا سَيِّدي اسْتُرْ مَا ستر الله . فبنتي لا تصلح لك ، قَالَ دع هَذَا عَنْك رضيت بابنتك القرعاء الشلاء الزمنة فَزَوجهُ على الْمِائَة وَالْخمسين وَمضى ، فَحدث الرجل زَوجته فَقَالَت وَالله لَا كَانَ إِلَّا يكون هَذَا ، إِلَّا على يَد أبي حنيفَة فَلَمَّا كَانَ عَشِيَّة تِلْكَ اللَّيْلَة أَجْلِسهَا أَبوهَا فِي صن وَحملهَا بَينه وَبَين غُلَامه ، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو حنيفَة قَالَ مَا هَذَا فَقَالَ الْبَقَّال اشْهَدْ على طَلَاق أمهَا إِن كَانَت لي بنت غَيرهَا . فَقَالَ أَبُو حنيفَة هِيَ طَالِق ثَلَاثًا أعد على الْكتاب وَأَنت فِي حل من الْخمسين وَبَقِي أَبُو حنيفَة متفكر أشهراً ثمَّ جَاءَت تِلْكَ الْمَرْأَة إِلَيْهِ ، فَقَالَ مَا حملك على مَا فعلت ؟ فَقَالَت وَأَنت مَا حملك على أَن غررتنا بِرَجُل فَقير ؟

ــــــــ

الأذكياء – ابن الجوزي (ص: 229)

 

الزمنة : فيها عاهة

الصن: زبيل كَبِير ونحن نقول تحريفا زنبيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق