السبت، 15 مايو 2021

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

المِرَاء أو الجدل العقيم ، من أسرار بلائنا

ومن سيرة الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ والسلف نتعلم

وفي المعرة عندنا يقولون : معلاقو تخين . يجادل إن كان على حق أو كان على باطل ، والقصد الجدل لا الوصول إلى نتيجة تفضي إلى فائدة . وقد قالوا : إن المِرَاءُ فِي الدِّيْنِ يُقَسِّي القَلْبَ ، وَيُورِثُ الضَّغَائِنَ. ومن شعر ابن المقفع :

إذا أعطى الإنسان شيئًا من الجدل ... فلم يعطه إلا لكى يمنع العمل

وما هذه الأهواء إلا مصائب ... يخص بها أهل التعمي والعلل

في جلساتنا تجد من يماري بعيداً عن الود لتخرج الجلسة بالشحناء فالمراء  يصدع  العلم ويرهن الود ويورث الجمود وينشئ الشحناء ويُعِل القلب ورحم الله القائل :

إياك إياك المراء فإنه ... إلى الشر دعّاء وللصرم جالب

وعن السَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قال: أتيتُ النبيَّ- صلى الله عليه وسلم -، فجعلوا يُثنُون عليٍّ ويذْكُروني، فقال رسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم -: "أنا أعلمُكُم" يعني به، قلت: صدقتَ بأبي وأُمي، كنتَ شرِيكي، فنعمَ الشريكُ، كنت لا تُدارِي، ولا تُمارِي . وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ , وَبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ , وَبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا , وَتَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا , وَحَسُنَ خُلُقُهُ» قيل لعبد الله بن الحسن: ما تقول في المراء؟ قال: ما عسى أن أقول في شيء يفسد الصداقة القديمة، ويحلّ العقدة الوثيقة، فإن أقل ما فيه أن يكون دربة للمغالبة، والمغالبة من أمتن أسباب الفتنة . قال ابن عباس لمعاوية رضي الله عنهما : هل لك في مناظرتي في ما زعمت؟ قال: وما تصنع بذلك؟ فأشغب بك وتشغب بي فيبقى في قلبك ما لا ينفعك ويبقى في قلبي ما يضرّك. وقيل: الناس رجلان: عالم فلا تماره، وجاهل فلا تجاره.

واليوم لقد ضيعنا من يماري لا بقصد إحقاق الحق بل لطمس الحق واستمرار البلاء . فسعادة هؤلاء هي ديمومة ما نحن فيه . لنا صاحب مولع بالخلاف ... كثير المراء قليل الصّواب.

اللهم فرج عنا

يا رب نسألك فرجا لسوريا وأهل سوريا

تجنب صديق السوء واحترم حاله ... فإن لم تجد عنه مَحيصًا فَدَاره

وأحبب صديق الخير واحذر مراءه ... تنل منه صفو الود مالم تُجاره

ـــــــــــــــــــــــــــ

الأدب والمروءة (ص: 22)

البيان والتبيين (1/ 172)

الرسائل الأدبية (ص: 432)

المعجم الصغير للطبراني (2/ 74)

سنن أبي داود (7/ 206)

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء - الراغب الأصبهاني (1/ 102)

 

السَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ وَاسْمُهُ صَيْفِيُّ بْنُ عَائِذِ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ

اللَّوْعة: حُرقة يجدها الرّجل من الحُزْنِ والوَجْد.

الصرم : القطيعة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق