الأربعاء، 26 مايو 2021

تأبط شراً

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

تأبط شراً

الحق أن الحذر لا يمنع القدر . كذلك لنعلم أن المرء مهما حاز من صفات وقدرات لن يصل إلى تمام القدرة ، ولن يبلغ كامل الذكاء . إلا من شاء الله أن يعصمه عن الزلل ، كان تأبط شراً يغير راجلاً مسيرة سبعة أيام يمشي الليل ويختفي نهاراً، وكان أجسر أهل زمانه وكان أحد السرعان، تطلبه الخيل فلا تناله ويفوتها بسرعة . قال الأصمعي: كان يثير الظبي، ثم يطلبه فيدركه،  قال أمّ تأبّط شرّا : «والله ما ولدته يتنا، ولا سقيته غيلا ولا أبتّه على مأقة» .فأمّا اليتن فخروج رجل المولود قبل رأسه، وذلك علامة سوء، ودليل على الفساد. وأما سقي الغيل، فارتضاع لبن الحبلى، وذلك فساد شديد. وَلَا أبتُّه على مَأْقَة تَعْنِي أَنه إِذا بَكَى لم أَدَعهُ ينَام حَتَّى أُبَيِّيَه، أَي أُضحكه وأُفرحه ثمَّ ينَام. ومع كل صفاته تخونه خبرته في تحسس ما ينال ولهذا قيل له تأبط شراً مر على حاو ( ساحر )  فسرق جرابه ( صرة ) وفيها حيات وظن أن فيها مالاً وانه تاجر فتأبطها. فلما خلا بها فتحها فرفعت إليه الحيات رؤوسها فألقاها وقتل الحيات - وقال: ضل عن سيده ولبده من حمل حتفه بيده

عوى الذئب فاستأنست إذ عوى ... وصوت إنسان فكدت أطير

رأى الله إني للبرية مبغض ... ويشنؤهم لي مقلة وضمير

وفيه يقول السليك بن السلكة أحد الغرابيب:

ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ... بأخرى المنايا من خلال المسالك

إذا خاط عينيه كرى النوم لم يزل ... له كالي من قلب شيحان فاتك

ويجعل عينيه ربيئة قلبه ... إلى سلة من حد أخضر باتك

أقول : لقد طمع من تسبب في بلائنا بمغانم دنيوية ولربما نالوا ولحين حظاً منها على حساب تدمير الوطن وتشريد الأهل ، إلا أن ما هو مخبوء لهم في الغيب أن جهنم بانتظار بقدرة العزيز الجبار

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــ

التيجان في ملوك حمير (ص: 252)

الحيوان (1/ 189)

 

باتك : قاطع

 

تأبط شرا: أبو زهير الفهمي، ثابت بن جابر بن سفيان، شاعر عداء من فتاك العرب في الجاهلية، وقيل أيضاً سمي تأبط شرا لأنه أخذ سيفا تحت إبطه وخرج، فسئلت أمه عنه فقالت تأبط شرا، توفي نحو سنة 80 ق. هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق