السبت، 8 مايو 2021

دار الندوة كانت جامعة حقيقية للعرب في الجاهلية

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

دار الندوة كانت جامعة حقيقية للعرب في الجاهلية

والعجيب اتساع مهامها لتشمل قضايا اجتماعية واسعة ولم تكن مقصورة على الحرب والتجارة .

ولربما مثَّلت أول برلمان عربي في التاريخ العربي  ويقول المستشرق ( أوليري ) في حديثه عن مكة المكرمة إن القبائل العربية التي استقرت في مكة كانت مشتركة في تحالف بقصد التجارة وكان لهذا التحالف مجلس عام يضع الخطط التجارية ويناقش القضايا العامة ، ثم تطور هذا المجلس إلى شيء من الاستقرار النسبي ، وما أن انتصف القرن الخامس الميلادي حتى انبثقت من هذا المجلس دارة للندوة أسسها قصي بن كلاب أحد أجداد الرسول . والندوة لغة هي المجلس ودار الندوة كل دار يجتمع فيها للمشاورة . كَانَ قُصَيُّ بْنُ كِلابٍ أَوَّلَ وَلَدِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ. أَصَابَ مُلْكًا أَطَاعَ لَهُ بِهِ قَوْمُهُ. فَكَانَ شَرِيفَ أَهْلِ مَكَّةَ لا يُنَازَعُ فِيهَا. فَابْتَنَى دَارَ النَّدْوَةِ وَجَعَلَ بَابَهَا إِلَى الْبَيْتِ. وَكانوا يَتَّبِعُونَ أَمْرَهُ كَالدِّينِ الْمُتَّبَعِ لا يُعْمَلُ بِغَيْرِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدِ مَوْتِهِ. وَكَانَتْ إِلَيْهِ الْحِجَابَةُ وَالسِّقَايَةُ وَالرِّفَادَةُ وَاللِّوَاءُ وَالنَّدْوَةُ وَحُكْمُ مَكَّةَ كُلُّهُ. وَكَانَ يَعْشِرُ مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ سِوَى أَهْلِهَا. وَلا يَقْدَمُونَ إِلا نَزَلُوا فِيهَا تَشْرِيفًا لَهُ وَتَيَمُّنًا بِرَأْيِهِ وَمَعْرِفَةً بِفَضْلِهِ. وفِيهَا كَانَ يَكُونُ أَمْرُ قُرَيْشٍ كُلُّهُ وَمَا أَرَادُوا مِنْ نِكَاحٍ أَوْ حَرْبٍ أَوْ مَشُورَةٍ فِيمَا يَنُوبُهُمْ. حَتَّى إِنْ كَانَتِ الْجَارِيَةُ تَبْلُغُ أَنْ تُدَرَّعَ فَمَا يُشَقُّ دِرْعُهَا إِلا فِيهَا. ثُمَّ يُنْطَلَقُ بِهَا إِلَى أَهْلِهَا. وَلا يُعْذَرُ لَهُمْ غُلامٌ إِلا فِي دَارِ النَّدْوَةِ. وَلا تَخْرُجُ عِيرٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَيَرْحَلُونَ إِلا مِنْهَا. وَلا يَعْقِدُونَ لِوَاءَ حَرْبٍ لَهُمْ وَلا مِنْ قَوْمٍ غَيْرِهِمْ إِلا فِي دَارِ النَّدْوَةِ. وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ النَّدْوَةِ لأَنَّ قُرَيْشًا كَانُوا يَنْتَدُونَ فِيهَا. أَيْ يجتمعون للخير والشر. والندي: مجمع القوم إذ اجْتَمَعُوا.

جمع الله كلمتنا على الحق

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــ

تفسير الطبري (8/ 282)

الطبقات الكبرى – ابن سعد (1/ 58)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق