الأربعاء، 19 مايو 2021

خربوها وقعدوا علي تلتها ، ومن حكايا الناس والسلف لنا عبرة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

خربوها وقعدوا علي تلتها ، ومن حكايا الناس والسلف لنا عبرة

ويضرب المثل للشخص الذي يفسد كل شيء، ولهذا المثل قصة طريفة قيل أنها حدثت مع جحا، حيث كان يعيش في قرية وقد ارتكب ذنباً يستوجب عقابه القتل 0فقام أهل القرية بوضعه فى كيس كبير ، تمهيدا لإلقائه فى البحر كي يلقى حتفه ، وبالفعل وضعوه على شاطئ البحر على أمل تنفيذ الحكم على مرأى و مسمع من الناس ، ثم تركوه وانصرفوا . في هذه الأثناء كان أعرابي بالجوار من المكان يرعى أغنامه ، فسمع جحا أصوات أقدامه، فرفع صوته يصرخ بكلمات هي" لا أريد الزواج منها حتي لو القيتم بي في البحر . فتعجب الراعي وسأل جحا عن الفتاة التي يرفض جحا ان يتزوج بها، فقال له جحا انها ابنة السلطان، وقاد الطمع الراعي فعرض عليه أن يأخذ أغنامه في مقابل أن يتركه يتزوج ابنة السلطان، فوافق جحا وقال له جحا ..نعم على شرط أن تدخل فى الكيس بدلا مني وأخذ الاغنام فوضع الراعي بدلا عنه في الكيس ، وأخبره إن مر به أهل القرية أن يخبرهم بأنه موافق . وبالفعل تبادلا الأدوار وأخذ جحا أغنام الراعي وانصرف الى الجبل. وفى الصباح أتى الناس وحملوا الكيس ظنا منهم أن بداخله جحا ، والراعي من داخله يردد بفرح ...أنا موافق أنا موافق .. حتى ألقوه بالبحر. وفى اليوم التالي رأى الناس جحا يمشي بينهم ومعه أغنام كثيرة فاستغربوا وهم يتساءلون فيما بينهم : بالأمس رميناه فى البحر واليوم معه كل هذه الأغنامّ!!، فظنوا بأنفسهم الظنون، وسألوا جحا كيف أتى بالأغنام ؟ وكيف هو حيا يرزق بعد ان دفع الي عرض البحر ؟، فأخبرهم جحا ان بداخل البحر اشياء جميلة، ، وأنتم القيتموني على مقربة من الشاطئ فوجدت أغنام كثيرة ولو ألقيتموني أبعد من ذلك لكان معي جمال وماشية أكثر من هذا بكثيرّ. ولطمع اهل القرية ، انطلقوا الي البحر يتدافعون الي داخله رغبة في الحصول علي الذهب، فغرقوا جميعا وكان جحا يشاهدهم من تلة مرتفعة في اعلي القرية، فقيل في امره " خربها وقعد علي تلها "

وتتكرر حكاية جحا عبر الزمان ، وما حل بنا صورة من صور تلك الحكاية . فمن كانوا سبباً في بلائنا يجلسون على طرف التلة يستمتعون بما حل بوطنهم وأهلهم من دمار . لقد استغلوا العوام وعلى جهل منهم في تنفيذ مآربهم.

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق