الأربعاء، 6 يناير 2021

من لا أصحاب

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من لا أصحاب

في المعرة وسواها يقولون الصاحب ساحب . وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" . أي من يتخذ خليلا له ، فهناك من صادق المروءة فالتصق حتى لا ينفك عنه أمر كان بمقدوره رفع ضائقة عن الناس ، وهناك من كان الكذب صاحباً وصفياً له حتى في أحلامه ، وهناك من انطبق عليه لفظ الخِلِ الوفي حتى سمي صِدِّيقاً وهو سيدنا أبو بكر رضي الله عنه بل ارتقى الصحابة الكرام رضوان الله عليه كلهم إلى هذه الصفة . أما الوليد بن المغيرة فقد صادق إبليس حتى أنه أنكر الحق ود وتقرباً إليه .

ولهذا فسؤال من لا أصاحب ، أجدر  من سؤالنا من أصاحب ، سأل أبي حيان التوحيد جعفر بن حنظلة: من أصحب؟ قال: أخطأت، قل لي من لا أصحب، فإني إن حصرت لك من لا تصحب فقد أرشدتك إلى من تصحب، قال: فمن لا أصحب؟ قال: لا تصحبني ولا تصحب من كان مثلي، وما زادني على هذا، ولحقني من هذا الكلام كرب وصرف الزمان، فرأيته بمدينة السلام سنة ثمان وخمسين وهو متوجه إلى الحج فقلت له: أيها الشيخ لقد جرحت سري بكلامك في وقت كذا وكذا، ولعلك ذاكر مما كان هناك، قال: أردت بتنفيرك مني إغراءك بي، وهذا من خدع المشايخ للمريدين.

وهناك من ينفرهم الشيطان منه ليشدهم إليه ليصبحوا من خلصائه والدليل ما حل بنا من بلاء ، فقد كان بسبب خلصاء الشيطان فأرشدهم إلى ندمير الوطن وتشريد الأهل فكانوا كما يريد .

قال مُطيع بن إياس :

وَلَئِنْ كُنْتَ لاَ تُصَاحِبُ إلاَّ ... صَاحِباً لاَ تَزِلُّ مَا عَاشَ نَعْلُهْ

لاَ تَجِدْهُ وَلَوْ جَهَدْتَ وَأَنَّي ... بِالَّذِي لاَ يَكُونُ يُوجَدُ مِثْلُهْ

إنَّمَا صَاحبِي الَّذِي يَغْفِرُ الذَّنْبَ ... وُيَكْفِيِه مِنْ أخِيِه أَقَلُّهْ

ــــــــــــــــــــ

مسند الإمام أحمد (8/ 307)

الوحشيات = الحماسة الصغرى – أبو تمام(ص: 176)

الصداقة والصديق – أبي حيان التوحيدي(ص: 23)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق