الأربعاء، 6 يناير 2021

لا بد وأن الخير قادم ووقفة عند حديث النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

لا بد وأن الخير قادم

ووقفة عند حديث النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ

فَعَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الحَجَّاجِ، فَقَالَ: «اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ» سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

كل من رغب في إحلال اليأس في نفوس الناس متمسك يروي هذا الحديث الشريف والصحيح ، دون الوقوف عند مدلوله ، وكأنه يعتذر به عن أفعال السوء التي نعيشها والبلاء الذي نحن فيه ، وأنه لا مناص منه وأن الفرج بعيد أو أنه لا يأتي .

قال العلماء عنه : المراد بالتفضيل تفضيل مجموع العصر فإن عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحابة أحياء وفي زمن عمر انقرضوا وزمن الصحابة خير مما بعده لخبر خير القرون قرني (حتى تلقوا ربكم) أي حتى تموتوا واستشكل بزمان عيسى فإنه يأتي بعد الدجال، وأجيب بأن المراد الأزمنة المتفاضلة بالشر وذلك قبل الدجال وأما زمان عيسى - عليه السلام - فإنه زمن مستأنف وقيل المراد أزمنة الصحابة فإنهم المخاطبون وأما من بعدهم فلم يقصدوا بالإخبار .

وقد سئل الحسن البصري عنه؛ فقيل: ما بالُ زمنِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ بعدَ زمنِ الحجاج؟ فقال: لا بدَّ للناس من تنفيس

وعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ كَانَ عُمَرُ فَمَنْ بَعْدَهُ إِذَا أَخَذُوا الْعَاصِيَ أَقَامُوهُ لِلنَّاسِ وَنَزَعُوا عِمَامَتَهُ فَلَمَّا كَانَ زِيَادٌ ضَرَبَ فِي الْجِنَايَاتِ بِالسِّيَاطِ ثُمَّ زَادَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ حَلْقَ اللِّحْيَةِ فَلَمَّا كَانَ بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ سَمَّرَ كَفَّ الْجَانِي بِمِسْمَارٍ فَلَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ قَالَ هَذَا كُلُّهُ لَعِبٌ فَقَتَلَ بِالسَّيْفِ . والأمثلة في ذلك كثيرة شدة ففرج فشدة يعقبها فرج .

جاء الفرنجة وعم بلاؤهم البلاد والعباد فكان الفرج على يد الشهيد عماد الدين زنكي وأتم على عهد ابنه نور الدين حتى قيل أنه الخلفية الراشدي السابع . ثم أزاح الله الغمة بصلاح الدين رحمهم الله .

ثم جاءت كارثة التتار وكان الفرج من قلب الداء بعد أن أزال المظفر قطز رحمه الله غرورهم في عين جالوت . ومن ثم دخل التتر الإسلام بإسلام ملكهم بركة خان .

ونحن اليوم نرقب الفرج من الله ، ونسأله رفع البلاء عن البلاد والعباد ، وأن يُنكل بمن كان سبباً فيه

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ورحم الله سعيد بن حميد حيث قال :

أقلل عتابك فالزمان قليل ... والدهر يعدل مرة ويميل

لم أبك من زمن ذممت صروفه ... إلا بكيت عليه حين يزول

ولكل نائبة ألمت مدة ... ولكل حال أقبلت تحويل

ـــــــــــــــــــ

صحيح البخاري (9/ 49)

مصابيح الجامع – الدماميني  القريشي(10/ 83)

فتح الباري لابن حجر – ابن حجر العسقلاني(13/ 20).

فيض القدير - المناوي(5/ 486)

التنوير شرح الجامع الصغير  - الكحلاني(11/ 170)

الإماء الشواعر – أبي حيان التوحيدي(ص: 76)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق