صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
الصفوان
من الناس مثالٌ للمرائين
صَفْوَانٍ
وَهُوَ جَمْعُ صَفْوانة، وَهُوَ الصَّخْرُ الْأَمْلَسُ {عَلَيْهِ تُرَابٌ
فَأَصَابَهُ وَابِلٌ} وَهُوَ الْمَطَرُ الشَّدِيدُ {فَتَرَكَهُ صَلْدًا} أَيْ:
فَتَرَكَ الْوَابِلُ ذَلِكَ الصَّفْوَانَ صَلْدًا، أَيْ : أَمْلَسَ يَابِسًا، أَيْ: لَا شَيْءَ
عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ التُّرَابِ، بَلْ قَدْ ذَهَبَ كُلُّهُ، أَيْ: وَكَذَلِكَ
أَعْمَالُ الْمُرَائِينَ تَذْهَبُ وَتَضْمَحِلُّ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنْ ظَهَرَ
لَهُمْ أَعْمَالٌ فِيمَا يَرَى النَّاسُ كَالتُّرَابِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {لَا
يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الْكَافِرِينَ} . قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:
عَلَى
ظَهْرِ صَفْوانٍ كأَن مُتُونَه ... عُلِلْنَ بدُهْنٍ يُزْلِقُ المُتَنَزِّلا
وما
أكثر المرائين والذين كشفهم البلاء ، بل كانوا سر من أسرار البلاء الذي نحن فيه ،
لهم وجه في حال يرضيك ليسرقك وكما قيل في المثل : سَبَّحَ ليَسْرِقَ . وكأنهم
طبعوا على سوء الخُلق . قيل : صحب رجل رجلاً بسوء الخلق. فلما فارقه قال: قد
فارقته وخلقه لم يفارقه. ونظر فيلسوف إلى رجل حسن الوجه خبيث النفس فقال: بيت حسن
وفيه ساكن نذل
وهذه
صورة من صور حالنا اليوم ، فقد دمرنا وأهلكنا تقلب الوجوه لمن ساء خُلقهم
يا
رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محاضرات
الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني(1/ 341)
مجمع
الأمثال - النيسابوري (1/ 338)
البصائر
والذخائر (3/ 115)
تفسير
ابن كثير (1/ 694)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق