الجمعة، 29 يناير 2021

الصفوان من الناس مثالٌ للمرائين

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الصفوان من الناس مثالٌ للمرائين

صَفْوَانٍ وَهُوَ جَمْعُ صَفْوانة، وَهُوَ الصَّخْرُ الْأَمْلَسُ {عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ} وَهُوَ الْمَطَرُ الشَّدِيدُ {فَتَرَكَهُ صَلْدًا} أَيْ: فَتَرَكَ الْوَابِلُ ذَلِكَ الصَّفْوَانَ صَلْدًا، أَيْ  : أَمْلَسَ يَابِسًا، أَيْ: لَا شَيْءَ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ التُّرَابِ، بَلْ قَدْ ذَهَبَ كُلُّهُ، أَيْ: وَكَذَلِكَ أَعْمَالُ الْمُرَائِينَ تَذْهَبُ وَتَضْمَحِلُّ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنْ ظَهَرَ لَهُمْ أَعْمَالٌ فِيمَا يَرَى النَّاسُ كَالتُّرَابِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} . قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:

عَلَى ظَهْرِ صَفْوانٍ كأَن مُتُونَه ... عُلِلْنَ بدُهْنٍ يُزْلِقُ المُتَنَزِّلا

وما أكثر المرائين والذين كشفهم البلاء ، بل كانوا سر من أسرار البلاء الذي نحن فيه ، لهم وجه في حال يرضيك ليسرقك وكما قيل في المثل : سَبَّحَ ليَسْرِقَ . وكأنهم طبعوا على سوء الخُلق . قيل : صحب رجل رجلاً بسوء الخلق. فلما فارقه قال: قد فارقته وخلقه لم يفارقه. ونظر فيلسوف إلى رجل حسن الوجه خبيث النفس فقال: بيت حسن وفيه ساكن نذل

وهذه صورة من صور حالنا اليوم ، فقد دمرنا وأهلكنا تقلب الوجوه لمن ساء خُلقهم

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني(1/ 341)

مجمع الأمثال - النيسابوري (1/ 338)

البصائر والذخائر (3/ 115)

تفسير ابن كثير (1/ 694)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق