الأربعاء، 6 يناير 2021

العصبية مستنكرة إلا أن فيها بقية من الغيرة ومن عمرو بن كلثوم ودريد بن الصمة علنا نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

العصبية مستنكرة إلا أن فيها بقية من الغيرة

ومن عمرو بن كلثوم ودريد بن الصمة علنا نتعلم

ليت لنا حمية عمرو بن كلثوم ودريد بن الصمة نثأر بها دفاعاً أو إن شئتم انتقام من أناس كانوا سبباً في ي أهلنا وتدمير وطننا ، فعمرو بن كلثوم هو من بنى تغلب، من بنى عتّاب، جاهلي قديم . وهو قاتل عمرو بن هند ملك الحيرة، وكان سبب ذلك أنّ عمرو بن هند قال ذات يوم لندمائه: هل تعلمون أنّ أحدا من العرب تأنف أمّه من خدمة أمّي؟ فقالوا: نعم، عمرو بن كلثوم ، قال: ولم ذلك ؟ قالوا؛ لأنّ أباها مهلهل بن ربيعة، وعمّها كليب وائل أعزّ العرب، وبعلها كلثوم بن مالك بن عتّاب أفرس العرب، وابنها عمرو بن كلثوم سيد من هو منه، فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويسأله أن يزير أمّه أمّه، فأقبل عمرو بن كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بنى تغلب، وأقبلت ليلى بنت مهلهل في ظعن من بنى تغلب، وأمر عمرو بن هند برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه مملكته فحضروا، وأتاه عمرو بن كلثوم في وجوه بنى تغلب، فدخل عمرو بن كلثوم على عمرو بن هند في رواقة، ودخلت ليلى بنت مهلهل أمّ عمرو بن كلثوم على هند في قبّة في جانب الرّواق، وهند أمّ عمرو بن هند عمّة امرئ القيس الشاعر، وليلى بنت مهلهل أمّ عمرو بن كلثوم (هي) بنت أخي فاطمة بنت ربيعة أمّ امرئ القيس، وقد كان أمر عمرو بن هند أمّه أن تنحّى الخدم إذا دعا بالطّرف، وتستخدم ليلى، فدعا عمرو بن هند بمائدة فنصبها، فأكلوا، ثم دعا بالطّرف، فقالت هند: يا ليلى ناولني ذلك الطّبق! فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت عليها وألحّت، فصاحت ليلى: واذلّاه! يا لتغلب! فسمعها عمرو بن كلثوم فثار الدم فى وجهه، ونظر إلى عمرو بن هند، فعرف الشرّ فى وجهه، فقام إلى سيف لعمرو بن هند معلّق بالرّواق، [و] [1] ليس هناك سيف غيره، فضرب به رأس عمرو بن هند حتى قتله، ونادى فى بنى تغلب، فانتهبوا جميع ما فى الرّواق، وساقوا نجائبه، وساروا نحو الجزيرة، ففى ذلك يقول عمرو بن كلثوم :

بأىّ مشيّة عمرو بن هند ... تطيع بنا الوشاة وتزدرينا

تهدّدنا وأوعدنا رويدا ... متى كنّا لأمّك مقتوينا

أما دريد بن الصمة فقد أغار هو وأخوه عبد الله على نعم لقيس فاستاقوها فلما كانوا ببعض الطريق نزل عبد الله ليريح ويستريح ويقسم المال بين أصحابه فنهاه دريد وهو السيد فبينما هما كذلك رأوا غبرة ، فقالوا لرقيبهم ما ترى قال خيلاٌ كالعقبان عليها فوارس كالصبيان فقال فزراة ولا بأس ثم رأوا غبرة أخرى فقالوا له ما ترى قال خيلا كأن قوائمها تنقلع من صخر قال تلك عبس والموت فلما خالطوهم قتل عبد الله فقال دريد:

أمرتُهم أمرى بمُنعرجِ اللوى ... فلم يستبينوا الرشد إلاضُحى الغدِ

فلما عصَوني كنتُ منهم وقد أرى ... غَوايتهم أني بهم غير مهتدي

وما أنا إلا من غَزيةَ إن غوتْ ... غويتُ وإن تَرشُد غزيةُ أرشَدِ

وأسر دريد ثم نجا فغزاهم من قابل فقتل قاتل أخيه. إلا أنه لم يبيع أهله لينجو بنفسه .

واليوم نرى أناساُ باعوا أهلهم ووطنهم وجروا البلاء الذي سطا على الأخضر واليابس

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــ

الشعر والشعراء - الدينوري(1/ 228)

ديوان المعاني - العسكري(1/ 121)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق