الجمعة، 29 يناير 2021

اللؤم ، وحكاية عن اللؤم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

اللؤم ، وحكاية عن اللؤم

اللؤم معروف وهو قرين البخل إلا أنه ليس بالضرورة  أن يكون البخيل ليئماً . ومن صفات من اتصف باللؤم أن يكون بعيدا عن الأذى في حال حُجِّم في منزلته ، فإن ارتفع عن منزلته إلى ما ليس هو أهله تبين لؤمه . ومما قيل أن العفو يفسد من اللئيم بقدر إصلاحه من الكريم ورحم الله القائل :

والعفو عند لبيب القوم موعظة ... وبعضه لسفيه القوم تدريب

لأنّ اللئيم يزيد مع النّعمة لؤماً، ولا تزيد المحنة الكريم إلاّ كرماً ولهذا قيل :

وخذ القليل من اللئيم وذمّه ... إنّ اللئيم بما أتى معذور

ومعذور: هنا أي موسوم في موضع العِذار، وليس هو من العُذْر. ومِنْ عَلاَمَاتِ اللَّئِيمِ الخِداع والمكر فيَكُونَ حَسَنَ الْقَوْلِ، سَيِّئَ الْفِعْلِ، ليس بسريع الْغَضَبِ، إلا أنه أقَرِبَ للْحَسَدِ

ورحم الله دكين حيث قال :

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل

وإن هو لم يضرع عن اللؤم نفسه ... فليس إلى حسن الثناء سبيل

ولقد ابتلينا بلئام يتلذذون نقمة على كل جميل في هذا الوطن وأهله . فسعادتهم سرقة البسمة حتى من أقرب الناس إليهم ،

يُسرُّون بخبر ينقل الموت والدمار .

تسربلوا اللؤم خلفًا من جلودهم ... ثم ارتدوا بثياب اللؤم واتزروا

ومن حكايات اللئام أن مروان بن أبي حفصة وذلك أنه خرج يريد المهدي فقالت امرأة من أهله مالي عليك إذا رجعت بالجائزة قال إن أعطيت مائة ألف درهم أعطيتك درهماً فأعطى خمسين ألفاً فأعطاها فسارع فأعطاها نصف درهم

ـــــــــــــــــــ

الأدب الصغير – ابن المقفع (ص: 53)

كليلة ودمنة (ص: 121)

البخلاء للجاحظ (ص: 180)

الشعر والشعراء – ابن قتيبة الدينوري (1/ 29)

المنتخب من كلام العرب (ص: 196)

غرر الخصائص الواضحة – الوطواط (ص: 378)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق