الأربعاء، 6 يناير 2021

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وطئت أقدامه تراب المعرة .

لقد وطئت أقدام سيدنا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عند فتحها عام 17 هـ وكان في جيش أَبُو عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَحَدَ النُّقَبَاءِ والنقيب هو العريف على القوم يفتش على أحوال القوم ويطلع على أحوالهم قَالَ: «بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ الْحَرْبِ، وَكَانَ عُبَادَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أحد الِاثْنَيْ عَشْرَ الَّذِينَ بَايَعُوا فِي الْعَقَبَةِ الْأُولَى عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَمَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعُ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ مَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ» وشهد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ المشاهد كلها مع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وهو أحد من جمع القرآن ففي زَمَنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ: إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَدْ كَثُرُوا وَمَلَئُوا الْمَدَائِنَ وَاحْتَاجُوا إِلَى مَنْ يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ فَأَعِنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِرِجَالٍ يُعَلِّمُونَهُمْ. فَدَعَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُولَئِكَ الْخَمْسَةَ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ إِخْوَانَكُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَدِ اسْتَعَانُونِي بِمَنْ يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ فِي الدِّينِ. فذهب عبادة إلى فلسطين وكان أول قاض مسلم فيها .  وروى ابن عساكر رحمه الله أن عبادة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنكر على معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شيئا فقال لا أساكنك بأرض فرحل إلى المدينة فقال له عمر ما أقدمك فأخبره فقال ارحل إلى مكانك فقبح الله أرضا لست فيها وأمثالك فلا إمرة له عليك . عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: ذَكَرَ مُعَاوِيَةُ الْفِرَارَ مِنَ الطَّاعُونِ فِي خُطْبَتِهِ، فَقَالَ عُبَادَةُ: أُمُّكَ هِنْدٌ أَعْلَمُ مِنْكَ، فَأَتَمَّ خُطْبَتَهُ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عُبَادَةَ، فَنَفَرَتْ رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مَعَهُ، فَاحْتَبَسَهُمْ، وَدَخَلَ عُبَادَةُ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: أَلَمْ تَتَّقِ اللَّهَ وَتَسْتَحِي إِمَامَكَ؟ فَقَالَ عُبَادَةُ: أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي «بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، إِنِّي لَا أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ» ، ثُمَّ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عِنْدَ الْعَصْرِ، فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ أَخَذَ بِقَائِمَةِ الْمِنْبَرِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي ذَكَرْتُ لَكُمْ حَدِيثًا عَلَى الْمِنْبَرِ، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ فَإِذَا الْحَدِيثُ كَمَا حَدَّثَنِي عُبَادَةُ، فَاقْتَبِسُوا مِنْهُ، فَهُوَ أَفْقَهُ مِنِّي . وكان طويلا جسيما جميلا مات بالرملة وله اثنان وسبعون عاما .

ترى هل آن لمن كان سبباً في بلائنا أن ينصاع للحق ويكف عن أذية أهله ووطنه .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــ

الطبقات الكبرى – ابن سعد (2/ 272)

معرفة الصحابة لأبي نعيم (4/ 1921)

تاريخ دمشق لابن عساكر (26/ 196)

الكاشف – الإمام الذهبي (1/ 533)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق