الجمعة، 29 يناير 2021

التزييف داء استشرى وكان من أسباب بلائنا

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

التزييف

داء استشرى وكان من أسباب بلائنا

وموقف من حياة السلف : أبو نهشل

التزييف فساد الأمر عن الصلاح ، وهو في سياق التضليلَ قيل: والتضليل أفحشُ من الكراهية لأنه التسيير إلى الضلال ، ومنه التَمْويهُ وهو التلبيسُ كطلي الحديد بالذهب . واليوم فيما يصلنا ، والذي نسمع أو نقرأ . بل السلوك الذي نراه عند البعض مغلف بالتمويه مبني على التضليل ورضي الله عن سيدنا كعب بن زهير حيث قال :

فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت ... إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ

وعود كاذبة وأحلام واهية ، وأماني بعيدة النوال إن لم تكن قريبة من الاستحالة . قال فلان : إلا أنه لم يقل . وفعل علان : ولكن الفاعل سواه .... ننسب كذبا قول قائل للشافعي في أبيات أعجبتنا فنظلم الشافعي ونظلم قائلها. حتى أن البعض تجاوزا الحد فلا مراعاة ولا تدقيق في صحة نسب حديث شريف .

ورحم الله القائل :

تَرَى النَّاسَ أَشْبَاهًا إِذَا نَزَلُوا مَعًا ... وَفِي النَّاسِ زَيْفٌ مِثْلُ زَيْفِ الدَّرَاهِمِ.

قال أبو نهشل  دخلت على أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام  المخزومي - وجئته أطلب قرضاً حسنا  - فقال يا خال، هذه أربعة آلاف درهم  هدية لك ، وعرض علي أبياتا من الشعر في مدح قومه من بني مخزوم وأنشد هذه الأبيات الأربعة وقل: سمعت حسّان ينشدها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم. فقلت: أعوذ باللّه أن أفتري على اللّه ورسوله، ولكن إن شئت أن أقول: سمعت عائشة تنشدها فعلت. فقال: لا، إلّا أن تقول: سمعت حسّان ينشدها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ورسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم جالس، فأبى عليّ وأبيت عليه، فأقمنا لذلك لا نتكلّم عدّة ليال.

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــ

إحياء علوم الدين – الإمام الغزالي (2/ 74)

الأغاني (1/ 79)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق