الأربعاء، 12 فبراير 2020

الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ في مصر من عجائب ما أنزل الله بالناس من عقوبة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ في مصر من عجائب ما أنزل الله بالناس من عقوبة
أيام سيدنا نوح عليه السلام أغرق الطوفان كل شيء عدا من ركب في السفينة . أما ما حدث لقوم فرعون فلربما كان أشد عجبا . ونعوذ بالله من غضب الله . فالطوفان يراد به طغيان الماء، والماء - كما نعلم - هو سبب الحياة، وقد يجعله الله سبباً للدمار حتى لا نفهم أن المسائل بذاتيتها، بل بتوجيهات القادر عليها، ففي الطوفان الذي عوقب به قوم فرعون عقاباً على طغيانهم. فلقد أمطرت عليهم السماء سبعة أيام ، لا يعرفون فيها الليل من النهار ويرون أمامهم بيوت بني إسرائيل لا تلمسها المياه، لقد أصاب الطوفان قوم فرعون لدرجة أن الواحد منهم كانت المياه تبلغ التراقي فيبقى واقفاً لأنه لو جلس يموت، ويظل هكذا، وتعلمون أن الناس غير متساوون في الطول ففيهم القصير والأكثر طولا . ومع هذا يصل الماء كلٍ منهم حتى ترقوته . لا تزيد عنها . وهنا لا يستطيع إنسان أن يقول أن ما حدث أمر طبيعي وتحكمه قوانين الطبيعة . وقال الرواة: إن الطوفان دخل على فرعون حتى صرخ واستنجد بموسى، وقال له: كف عنا هذا ونؤمن بما جئت به، ودعا موسى ربه فكف عنهم الطوفان. لكنهم عادوا إلى الكفر. أما القمل وليس القمل المعروف عندنا ، أي القَمْل وهو الآفة التي تصيب الإِنسان في بدنه وثيابه وتنشأ من قذارة الثياب، أما عند العرب فهو الحمنان ، وهو ضرب من القردان لا يبقي من الأرض عود أخضر إلا أكلته. وحتى الماء فقد تحول عندهم فكان يصير دماً عبيطاً . ويذكر الرواة أن امرأة من قوم فرعون أرادت أن تشرب ماء، فذهبت إلى امرأة من بني إسرائيل وقالت لها: خذي الماء في فمك ومُجيه في فمي، كأنها تريد أن تحتال على ربنا وتأخذ مياها من غير دم، فينتقل من فم الإسرائيلية وهو ماء، فإذا ما دخل فم المرأة التي هي من قوم فرعون صار دماً.
. وكذلك أرسل الله عليهم الضفادع ، وعندما يضع أي إنسان منهم يده في شيء يجد فيها الضفادع؛ فإناء الطعام يرفع عنه الغطاء فترى فيه الضفادع، والمياه التي يشربها يجد فيها الضفادع! {وإن فتح فمه تدخل ضفدعة في الفم} ! .
قال الله تعالى : فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ﴿١٣٣﴾ سورة الأعراف
يا رب هناك من عتى واستكبر وأراد بسوريا واهل سوريا السوء . فيا رب سلط عجائب قدرتك عليه وأنزل الأمن والأمان عليها بكرمك .
ــــــــ
تفسير السمرقندي = بحر العلوم (1/ 544)
تفسير الماوردي = النكت والعيون (2/ 253)
تفسير البغوي (2/ 223)
تفسير القرطبي (7/ 268)
تفسير ابن كثير (3/ 414)
تفسير الشعراوي (7/ 4320)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق