الأربعاء، 12 فبراير 2020

الألد الخصم وفي المعرة يقولون : بتقلوا تيس بقلك حلبوا


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الألد الخصم
وفي المعرة يقولون : بتقلوا تيس بقلك حلبوا
ومما أُثِرَ عَن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  نتعلم .
فالألد: ذو اللداد والجدال. يقال: رجل ألد، وقوم لد، ويقال: إنه مأخوذ من لديدي الوادي، وهما جانباه كأنه إذا منع من جانب جاء من جانب آخر. والخصم: المولع بالخصومة، الماهر فيها. ومنه قوله عز وجل: {وتنذر به قوما لدا}. وقال: {بل هم قوم خصمون}. والخصوم أفواه الأودية وسميت بذلك لأنها مصدر لخروج ما في الوادي من نافع وضار .وَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ»
والقضية أن نأخذ الحذر من أن نكون ضمن دائرة ما وصف النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ديدننا الجدل ومذهبنا البحث عن أهله ومناصرتهم فنقع أيضا ضمن دائرة الود لمن يغضب الله فَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ» . وفي الحديث إشارةً إلى معنى التشاكل في الخير والشر والصلاح والفساد. فإن الخير من الناس يحنُّ إلى شكله والشرير يميل إلى نظيره ومثله , فالأرواح إنما تتعارف لغرائب طباعها التي جُبلت عليها من الخير والشرِّ, فإذا اتفقت الأشكال تعارفت وتآلفت وإذا اختلفت تنافرت وتناكرت , ولذلك صار الإنسان يُعرف بقرينه ويُعتبر حالهُ بأليفه وصحيبه.
وهنا أسأل نفسي واسألوا أنفسكم : في صف من نقف ؟
نقف مع عُرِفَ وانطلق من مقولة ، أن خراب الأوطان هو السبيل لإعادة إعمارها ؟
أم نقف في صف من وجد أن الصلاح لا يأتي مع الخراب ولا ينطلق منه ؟
ولنا أن نختار دون جدل فالأمر بينٌ لا يلفه الغبار ليعمي بصيرة الناظر ، والجدل في جُلِّ أحواله راية من رايات إبليس .
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــــــ
صحيح البخاري (3/ 131) - صحيح مسلم (4/ 2054)
أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) (2/ 1221)
الأدب المفرد – الإمام البخاري (ص: 309)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق