الأربعاء، 12 فبراير 2020

حكايات البعد عن الفرج ومن حصار التتر لبغداد ، ومحاريب الجامع الأموي نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حكايات البعد عن الفرج
ومن  حصار التتر لبغداد ، ومحاريب الجامع الأموي نتعلم
وأقول : ما أحوج علماء اليوم إلى الأخلاق قبل العلم، وإلى تقوى الله تعالى ووعظ أنفسهم قبل وعظ الناس 
يوم كنت طالبا في الجامعة قرأت قصة للكاتب جودت سعيد ملخصها أن وكالات الأنباء العالمية أوردت خبراً مضمونه أن الشمس خرجت عن مدارها وهي الآن في طريقها للاصطدام بكوكب الأرض  . في المطار زحام وهرج ومرج وشاشة عرض كبيرة ترصد حركة الشمس . قلة من ألبسهم  الخوف لباسه وهم يرقبون تلك الظاهرة الفلكية ويتفكرون في نتائجها وهي نهاية العالم ، وقد اعتراهم الصمت لا أكثر ، وأكثر من في صالة المطار وممن ينتظر إقلاع طائرته ترى بعضهم يحدث الآخر عن أفعال مستقبلية سينجزها ، وترى آخر يخاطب عبر الهاتف آخراً : أنا سأصل وعليك تأمين البضاعة في موعدها وآخر يسأل رفيقه شوف ما أحلا هذه الصالة وشباب شُدهت أبصارهم بفتاة فاتنة تسير كالقبرة .. ويكرر المذيع بأن الشمس قد قطعت ألاف الأميال باتجاه الأرض . وواحد يتأوه : إن تأخرت الطائرة عن موعدها فلن أستطيع قبض المبلغ اليوم .. و .. و .. والشمس تقترب ..
وحين حاصر هولاكو بغداد والناس في غاية الهم والغم والخوف من شيطان جبار لا يرحم كان علماء الحنابلة والشافعية منشغلون في قضية البسملة في بداية السور وأنها تقرأ سراً أم جهرا ...
في حرم الجامع الأموي والبلاء الفرنجي الصليبي محيطا بأسوارها ولكل مذهب محرابه وقد يقتتل الناس في المسجد إن بدأ المالكية الصلاة في محرابهم أو الشافعية أو الحنابلة أو الحنفية . ففي الجامع الأموي محاريب لكل مذهب .
ونحن في حال أسوأ من حالهم
لا نحتاج لهولاكو ولا لملك إنكلترة لتدمير بلدنا بل نحن نسهل عليهم الطريق فندمرها بأيدينا
يا رب أهلك كل من أراد بسوريا السوء
يا رب فرج عن سوريا وأهلها
ــــــــــــ
حاشية الخلوتي على منتهى الإرادات (1/ 418(
جمال الدين القاسمي (رسالة الجرح والتعديل) ص 40.
 العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (ص: 299)
حتى يغيروا ما بأنفسهم جودت سعيد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق