الأربعاء، 12 فبراير 2020

فضول النظر داع إلى فضول القول


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
فضول النظر داع إلى فضول القول
وفي المعرة عندنا يقولون شَكَاكِي : والقصد بشك أنفوا باللي فيه واللي ما علاقة فيه
وممن اشتهر عند العرب بتدخله فيما لا يعنيه امرؤ القيس . ومن نماذج هؤلاء قالوا: نظر شاب وهو في دار ابن سيرين إلى فرش في داره، فقال: ما بال تلك الآجُرُّة أرفع من الآجُرَّة الأخرى؟ فقال ابن سيرين: «يا ابن أخي إن فضول النظر تدعو إلى فضول القول» . والمشكلة أنه من تعوّد فضول الكلام وأحس بأن لسانه أورده السوء في المقال ومن حاول تدارك الأمر واستصلاح لسانه، أخرجه إلى ما استكره من القول وفي المعرة يقولون : ( إجا ليجلسا قام كسرا ). أو ( إجا ليكحلا ، قام عماها ) . ومما نقل عن سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام أن سئل ما أفضل أعمالك؟ قال: تركى ما لا يعنيني. وقالوا : رأى رجل رجلا من ولد معاوية بن أبي سفيان يعمل على بعير له، فقال: هذا بعد ما كنتم فيه من الدنيا! فقال: رحمك الله، ما فقدنا إلا الفضول.
ونحن إذا تأمّلنا أكثر ما يتناجى به المتحدّثون وجدنا أكثر السائلين يسأل عما لا يعنيه، ويكترث بما لا  يفيده ، ولا ينفعه ولا يضرّه .
يموت الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يموت المرء من عثرة الرِجل
فعثرته من فيه ترمي برأسه ... وعثرته بالرِجل تبرا على مهل
وقال أبو العتاهية:
إذا كنت عن أن تحسن الصمت عاجزاً ... فأنت عن الإبلاغ في القول أعجز
يخوض أناس في المقال ليوجزوا ... وللصمت عن بعض المقالات أوجز
واليوم تجد الكثير الكثير ممن وضع نفسه موضع لا يصلح له ، فإن تحدث فبجهله ، وإن عمل تأذى الناس بفعله كما تأذوا بكلامه
لا تنسوا فهؤلاء من أسرار البلاء الذي نحن فيه
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــ
ديوان امرئ القيس (ص: 103)
البيان والتبيين – للجاحظ
الرسائل الأدبية - للجاحظ (ص: 104)
عيون الأخبار – ابن قتيبة الدينوري(2/ 396)
الموشى = الظرف والظرفاء - للوشاء(ص: 6)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق