الأربعاء، 12 فبراير 2020

عقول التي كادها بارئها ومن حياة الناس ، من حياة الصحابة نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
عقول التي كادها بارئها
ومن حياة الناس ، من حياة الصحابة نتعلم
أن الإنسان قد تظنه محتكما إلى عقله إلا أنك حين ترقبه عن كسب تجده قد أغفل عقله أو لنقل جانب منه . وبهذا يمكننا أن نفسر من انحرف عن الحق والحق أبلج كضوء النهار . في ببلاد المانكير جبلًا شامخًا، وله جانب أملسُ من أعلاه إلى الأرض على أسلوب واحد، وفي وسطه شجرةٌ ناتِئة شاهقةٌ كثيرةُ الأغصان قد ألبسوها الأسنَّةَ، ولهم عيدٌ في السنة يجتمعون فيه على رأس الجبل، ومعهم الملاهي والطبول . والبُوقات، فيضربون بها، وتجتمع الشباب وأولو البأس والقوة فيرقصون، ثم يتهافتون من أعلى الجبل إلى الشجرة، فتَلَقَّاهُم الأَسنَّةُ، منهم مَن يَدخُل السِّنانُ في جنبه فيخرج من الجنب الآخر، وتارةً يقع في عينه أو في بطنه، فإن مات وإلا بقي على حاله معلَّقًا حتى يموتَ ويَبْلَى ويتقطَّع ولا يدفنوه. وروى شيخٌ من أهل بغداد قال: خرجتُ وأنا يومئذٍ ببعض بلاد الهند إلى ظاهر البلد، أتنزَّه بين البساتين؛ وإذا بشابٍّ قد رَبَط عجوزًا إلى شجرة، وجمع لها حطبًا، فقلتُ: مَن هذه منك؟ قال: أُمِّي. قلت: وما تصنعُ بها؟ قال: أحرقها. قلت: ولمَ؟ قال: قد ضَجِرتُ منها، وأريد أن أقرِّبَها. قال: فقلت لها: أَوَ تُحبِّين هذا؟ قالت: نعم، أمضي إلى هناك، وأشارت إلى السماء، فأَحْرَقَها. قلت: فانظُروا إلى هذه العقول التي كادها بارئها، فكيف تتعبَّدُ بإتلاف النفوس التي يُستَدلُّ بها على صنعة مُنشئها؟ !
لا تستغربوا فقد شهدت اليابان وعلى الرغم من تقدمها العلمي والتقني حالات للانتحار الجماعي ومنذ سنوات ليست ببعيدة . أما حين يتجرد العقل عن وساوس الشيطان تصلح أحكامه فأَبُو الدَّرْدَاءِ وَاسْمُهُ عُوَيْمِرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كان أبو الدرداء آخر أهل داره إسلامًا وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: حَكِيمُ أُمَّتِي أَبُو الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرٌ. وكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَعْبُدُ صَنَمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَإِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ رواحة وَمُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ دَخَلَا بَيْتَهُ فَسَرَقَا صَنَمَهُ فَرَجَعَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَجَعَلَ يَجْمَعُ صَنَمَهُ ذَلِكَ وَيَقُولُ وَيْحَكَ هَلِ امْتَنَعْتَ أَلَا دَفَعَتْ عَنْ نَفْسِكَ؟! فَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ لَوْ كَانَ يَنْفَعُ أَحَدًا أَوْ يَدْفَعُ عَنْ أَحَدٍ دَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ وَنَفَعَهَا فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، اعَدِّي لِي فِي الْمُغْتَسَلِ مَاءً فَجَعَلَتْ لَهُ مَاءً فَاغْتَسَلَ وَأَخَذَ حُلَّتَهُ فَلَبِسَهَا ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ رَوَاحَةَ مُقْبِلًا فَقَالَ هَذَا أَبُو الدَّرْدَاءِ مَا أُرَاهُ جَاءَ إِلَّا فِي طَلَبِنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ لَا إِنَّمَا جَاءَ لِيُسْلِمَ فَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَنِي بِأَبِي الدَّرْدَاءِ ان يسلم
ترى ألم يأن الأوان كي نصحح مسار عقولنا لنخرج من هذا البلاء
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــــــ
مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (2/ 356)
الطبقات الكبرى – ابن سعد (7/ 274)
دلائل النبوة للبيهقي محققا (6/ 301)
الاستيعاب في معرفة الأصحاب – ابن عبد البر(3/ 1229)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق