الأربعاء، 12 فبراير 2020

قطوف من السيرة العطرة أَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
قطوف من السيرة العطرة
أَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ
من أوجه البلاء الذي حل بنا داء المماطلة
وقد قيل : أشد ما يكون التعب إذا وعدك كذّاب وحريص. ورحم الله القائل :
أناجز لي في ذا العام موعدكم ... أم موعد هو منظور إلى قابل
إن كان ينفع رقية أو رقعة ... فلسوف أملؤكم رقى ورقاعا
أي حتى أن عقود الدين لا فائدة لها فالتسويف الكاذب سبيل المماطلة ، وحتى إن أقسم أن يوفِّك بعد سنة فإن حل الوعد أجابك بأنه لم يقصد بالوعد سنة بعينها وعلى حد قول عادل إمام : رمضان اللي بعدو العيد . وربك هو العالم برمضان الذي عناه وقصده . وفي صحيح البخاري وغيره أن جابرا بن عبد الله كان يستلف من يهوديا حتى يوفيه حين يجني ثمار التمر إلا أن ما حمل النخيل كان دون ما يجب على جابر وفائه واليهودي مُصِرٌ على قبض الدين . وحين علم النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ قام وبعض أصحابه أملا بأن يمهل اليهودي جابرا فأبى اليهودي وحينها سار النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بين النخل ففاض ثمره ببركة النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ووفى سيدنا جابر ما عليه من دين .عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ يَهُودِيٌّ، وَكَانَ يُسْلِفُنِي فِي تَمْرِي إِلَى الجِدَادِ، وَكَانَتْ لِجَابِرٍ الأَرْضُ الَّتِي بِطَرِيقِ رُومَةَ، فَجَلَسَتْ، فَخَلاَ عَامًا ، فَجَاءَنِي اليَهُودِيُّ عِنْدَ الجَدَادِ وَلَمْ أَجُدَّ مِنْهَا شَيْئًا، فَجَعَلْتُ أَسْتَنْظِرُهُ إِلَى قَابِلٍ فَيَأْبَى، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «امْشُوا نَسْتَنْظِرْ لِجَابِرٍ مِنَ اليَهُودِيِّ» فَجَاءُونِي فِي نَخْلِي، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَلِّمُ اليَهُودِيَّ، فَيَقُولُ: أَبَا القَاسِمِ لاَ أُنْظِرُهُ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَطَافَ فِي النَّخْلِ، ثُمَّ جَاءَهُ فَكَلَّمَهُ فَأَبَى، فَقُمْتُ فَجِئْتُ بِقَلِيلِ رُطَبٍ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ عَرِيشُكَ يَا جَابِرُ؟» فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «افْرُشْ لِي فِيهِ» فَفَرَشْتُهُ، فَدَخَلَ فَرَقَدَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَجِئْتُهُ بِقَبْضَةٍ أُخْرَى فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَ فَكَلَّمَ اليَهُودِيَّ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَامَ فِي الرِّطَابِ فِي النَّخْلِ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَالَ: «يَا جَابِرُ جُدَّ وَاقْضِ» فَوَقَفَ فِي الجَدَادِ، فَجَدَدْتُ مِنْهَا مَا قَضَيْتُهُ، وَفَضَلَ مِنْهُ، فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَشَّرْتُهُ، فَقَالَ: «أَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» . ونقول نحن أننا نشهد يا سيدي يا رَسُولُ اللَّهِ أنك لَرَسُولُهُ
ونلحظ أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  طالب جابر بقضاء الدين ولم يأمره بالمماطلة . ولا يقل لي أحد أنها معجزة لِرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنقذت سيدنا جابراً . فأقول إن الله هو من يؤيد رسله بالمعجزات ومن نوى الوفاء وَفَّى الله عنه .
ومقولة والله ما معي وشايف هالظروف ، وطول بالك علينا ولإيمت إلى ما شاء الله . لنستحل بها أموال الناس بالمماطلة أمر يستجلب البلاء ولا يرفعه
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــ
صحيح البخاري (7/ 79)
اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (14/ 44)
منحة الباري بشرح صحيح البخاري (8/ 558)
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (1/ 657)
----------
وفي رواية : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخْبِرْ ذَلِكَ ابْنَ الْخَطَّابِ فَذَهَبَ جَابِرٌ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ عَلِمْتُ حَيْثُ مَشَى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُبَارِكَنَّ اللَّهُ فِيهَا
===
اليهودي قيل: هو  أبا الشَّحم.
الجِدَاد : أوان قطع ثمر النخل
رومة : بئر في المدينة المنورة
عُرُوشٌ: وَعَرِيشٌ: بِنَاءٌ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَعْرُوشَاتٍ مَا يُعَرَّشُ مِنَ الكُرُومِ وَغَيْرِ ذَلِكَ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق