الخميس، 1 فبراير 2018

حوار مع ظالم بين الحجاج والسليك ابن سلكة

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حوار مع ظالم
بين الحجاج والسليك ابن سلكة
الحوار مع الظلمة أياً كانوا : من نمّ عليك أو تجنى - من سلب مالك أو حقٍ هو لك .. أو ... أو ...
وما أكثر صور الظلم ، وأشد تنوع أشكاله ...
في ذلك لا يمكن فيه اتباع أسلوب الحوار نفسه ، والذي يتبع مع الأخرين
صيغ الرجاء لا تجدي هنا ، فقولنا : مشان الله ، لا أثر لها فهو يظن أن يتعبد الله في ظلمه
فلا بد من فهم طبيعة من ظلمنا كي نحسن التعامل معه ..
قيل :أن الحجاج بن يوسف ، طلب أخا للسليك فهرب فقام الحجاج بسجن السليك وهدم بيته
رجا السليك السجان أن يكلم الأمير أي الحجاج إن كان إلى ذلك سبيل
وكان أن زار الحجاج السجن فقام مشرفه بابلاغ رغبة السليك فسمح له
فقال: أصلح الله الأمير، أرعني سمعك ، واغضض عني بصرك، واكفف عني غربك ؛ فإن سمعت خطأ أو زلال دونك والعقوبة.
قال: قل. فقال: عصى عاص من عرض العشيرة؛ فأخذت بذنبه ، فهدم منزلي، وحُرِمت عطائي
قال الحجاج : هيهات! أو ما سمعت قول الشاعر:
جانيك من يجني عليك وقد ... تعدي الصّحاح مبارك الجرب
ولربّ مأخوذ بذنب عشيره ... ونجا المقارف صاحب الذّنب
قال السليك : أصلح الله الأمير، إني سمعت الله عز وجل قال غير هذا. قال: وما ذاك؟
قال: قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ
فقال الحجاج: عليّ بيزيد بن أبي مسلم. وكان صاحب الشرطة فمثل بين يديه، فقال: افكك لهذا عن اسمه، واصكك له بعطائه، وابن له منزله، ومر مناديا ينادي: صدق الله وكذب الشاعر.
ـــــــــــــــــــــــــــ
العقد الفريد (1/ 29)
حدائق الأزاهر - الغرناطي(ص: 109)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق