السبت، 6 فبراير 2016

زوجة الْجُنَيْدُ

زوجة الْجُنَيْدُ
أقول ربما كان إحسان علاقتك لزوجتك أرجى لك عند الله من كثير عمل
نرى ونعجب ونرضى ونخطب ،فماذا بعد ذلك إلا  الإحسان لمن قبلت أن تشاركنا حلو الحياة ومرها
والمرأة أوفى في حبها
ولنعلم أن الخيار لها يوم القيامة ، في أن تختارك أو تختار عليك
سُئِلَ الْجُنَيْدُ : أَيُّ أَعْمَالِكَ أَرْجَى عِنْدَكَ ( أي لله ) ؟
فَقَالَ: إِنِّي لَمَّا تَرَعْرَعْتُ وَأَنَا بِالرَّيِّ وَكَانُوا يُرِيدُونَنِي عَلَى التَّزْوِيجِ فَأَمْتَنِعُ
فَجَاءَتْنِي امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا أَبَا عُثْمَانَ قَدْ أَحْبَبْتُكَ حُبًّا أَذْهَبَ نَوْمِي وَقَرَارِي، وَأَنَا أَسْأَلُكَ بِمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ وَأَتَوَسَّلُ بِهِ إِلَيْكَ لَمَا تَزَوَّجْتَنِي. فَقُلْتُ: أَلِكِ وَالِدٌ؟
فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَأَحْضَرَتْهُ فَاسْتَدْعَى بِالشُّهُودِ فَتَزَوَّجْتُهَا، فَلَمَّا خَلَوْتُ بِهَا إذا هي عوراء عرجاء شوهاء مُشَوَّهَةُ الْخَلْقِ، فَقُلْتُ: اللَّهمّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا قَدَّرْتَهُ لِي، وَكَانَ أَهْلُ بَيْتِي يَلُومُونَنِي على تزويجي بها، فكنت أريدها بِرًّا وَإِكْرَامًا، وَرُبَّمَا احْتَبَسَتْنِي عِنْدَهَا وَمَنَعَتْنِي مِنَ الحضور إلى بعض المجالس، وكأنى كنت فِي بَعْضِ أَوْقَاتِي عَلَى الْجَمْرِ وَأَنَا لَا أُبْدِي لَهَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا. فَمَكَثْتُ كَذَلِكَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَمَا شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ حِفْظِي عَلَيْهَا مَا كَانَ فِي قَلْبِهَا من جهتي.
ومن المروءة الوفاء لها في حياتها وبعد مماتها
-----------
-         تاريخ بغداد - الخطيب (10/ 144)

-         البداية والنهاية - ابن كثير (11/ 115)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق