الخميس، 11 فبراير 2016

نَزَّهْتُكَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ - صورة من تاريخ أمتنا الذي لن يموت

نَزَّهْتُكَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ
صورة من تاريخ أمتنا الذي لن يموت
الْمُتَوَكِّلُ على الله كان مُحَبَّبًا إلى رعيته قائما في نصرة أهل السنة، وقد شبهه بعضهم بالصديق في قتله أهل الردة، لأنه نصر الحق ورده عليهم حَتَّى رَجَعُوا إِلَى الدِّينِ. وَبِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز حين رد مظالم بنى أمية. وقد أظهر السنة بعد البدعة، وأخمد أهل البدع وبدعتهم بَعْدَ انْتِشَارِهَا وَاشْتِهَارِهَا فَرَحِمَهُ اللَّهُ
قَالَ يَوْمًا ْ: إن الخلفاء تتغضب عَلَى الرَّعِيَّةِ لِتُطِيعَهَا، وَإِنِّي أَلِينُ لَهُمْ لِيُحِبُّونِي وَيُطِيعُونِي.
وَجَّهَ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى الله دعوة إِلَى أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَجَمَعَهُمْ فِي دَارِهِ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَامَ الناس كلهم إليه إلا أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ.
فَقَالَ الْمُتَوَكِّلُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ : إن هذا لا يرى بيعتنا؟
فقال: يا أمير المؤمنين بلى! وَلَكِنْ فِي بَصَرِهِ سُوءٌ.
فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ المعذل: يا أمير المؤمنين مَا فِي بَصَرِي سُوءٌ، وَلَكِنْ نَزَّهْتُكَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنَّ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . فَجَاءَ الْمُتَوَكِّلُ فجلس إلى جنبه.
وَقَالَ الْفَتْحُ بْنُ خَاقَانَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى الْمُتَوَكِّلِ فَإِذَا هُوَ مُطْرِقٌ مُفَكِّرٌ فقلت: يا أمير المؤمنين مالك مفكر؟ فو الله مَا عَلَى الْأَرْضِ أَطْيَبُ مِنْكَ عَيْشًا، وَلَا أنعم منك بالا.
قال الْمُتَوَكِّلِ: بلى أَطْيَبُ مِنِّي عَيْشًا رَجُلٌ لَهُ دَارٌ وَاسِعَةٌ وَزَوْجَةٌ صَالِحَةٌ وَمَعِيشَةٌ حَاضِرَةٌ، لَا يَعْرِفُنَا فَنُؤْذِيهِ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَيْنَا فَنَزْدَرِيهِ.
البداية والنهاية – ابن كثير (10/ 350)
تاريخ دمشق لابن عساكر (72/ 160)

أحمد بن المعذل بن غيلان البصري

الفقيه على مذهب مالك بن أنس وهو أخو عبد الصمد بن المعذل الشاعر كان من أفاضل الناس وعلمائهم حدث عن محمد بن مسلمة صاحب مالك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق