السبت، 6 فبراير 2016

حكاية سيدوك وعنقود

حكاية سيدوك وعنقود
ولي أن أبدأ فأقول :
كن عاقلا ـ كوني عاقلة
لا لمن كان أو كانت امعة
وَمَا الإمعة قيلَ: الَذي يَقُول: أَنا مَعَ النَّاس – هكذا دون تفكير ( كالنعاج تردد صوت الكبش )
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : اغْدُ عالِماً أو مُتَعَلِّماً ولا تَغْدُ إمَّعَة
إن تحولنا لامعة فسنعتقد أن :
سيدوكا ملك الجن
أو أن عنقودا ابن ملكة الجن
وإليكم حكاية سيدوك وعنقود
ففي شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين وأربع فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، ظَهَرَ بِالْعِرَاقِ وَخُوزِسْتَانَ وَكَثِيرٍ مِنَ الْبِلَادِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَكْرَادِ، خَرَجُوا يَتَصَيَّدُونَ، فَرَأَوْا فِي الْبَرِّيَّةِ خِيَمًا سُودًا، وَسَمِعُوا مِنْهَا لَطْمًا شَدِيدًا وَعَوِيلًا كَثِيرًا، وَقَائِلًا يَقُولُ: قَدْ مَاتَ سَيِّدُوكُ مَلِكُ الْجِنِّ، وَأَيُّ بَلَدٍ لَمْ يَلْطُمْ أَهْلُهُ عَلَيْهِ وَيَعْمَلُوا لَهُ الْعَزَاءَ قُلِعَ أَصْلُهُ، وَأُهْلِكَ أَهْلُهُ، فَخَرَجَ كَثِيرٌ مِنَ النِّسَاءِ إِلَى الْمَقَابِرِ يَلْطُمْنَ، وَيَنُحْنَ، وَيَنْشُرْنَ شُعُورَهُنَّ، وَخَرَجَ رِجَالٌ مِنْ سِفْلَةِ النَّاسِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، وَكَانَ ذَلِكَ ضِحْكَةً عَظِيمَةً.
وَلَقَدْ جَرَى فِي أَيَّامِنَا نَحْنُ فِي الْمَوْصِلِ، وَمَا وَالَاهَا مِنَ الْبِلَادِ إِلَى الْعِرَاقِ، وَغَيْرِهَا، نَحْوُ هَذَا، وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ سَنَةَ سِتِّمِائَةٍ أَصَابَهُمْ وَجَعٌ كَثِيرٌ فِي حُلُوقِهِمْ، مَاتَ مِنْهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَظَهَرَ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْجِنِّ يُقَالُ لَهَا أُمُّ عُنْقُودٍ، مَاتَ ابْنُهَا عُنْقُودٌ، وَكُلُّ مَنْ لَا يَعْمَلُ لَهُ مَأْتَمًا أَصَابَهُ هَذَا الْمَرَضُ، فَكَثُرَ فِعْلُ ذَلِكَ، وَكَانَ النِّسَاءُ يَلْطُمْنَ، وَكَذَلِكَ الْأَوْبَاشُ.
وَكَانُوا يَقُولُونَ:
يَا أُمَّ عُنْقُودٍ اعْذُرِينَا قَدْ مَاتَ عُنْقُودٌ مَا دَرِينَا
اللهم اجعلنا لا تجعلنا امعة
========================
نهاية الأرب في فنون الأدب (23/ 236)
العين - للفراهيدي(2/ 268)
غريب الحديث للقاسم بن سلام (4/ 49)
مصنف ابن أبي شيبة (5/ 284) ورد الحديث بصيغ مختلفة

الكامل في التاريخ – ابن الأثير (8/ 197)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق