الخميس، 11 فبراير 2016

بين نبي الله داود ورب العزة جل في علاه

بين نبي الله داود ورب العزة جل في علاه
تُوبُوا إِلَيَّ أَعْطِفُ قُلُوبَ الْمُلُوكِ عَلَيْكُمْ
نحن في بلاء
ومن ابتلي ليس عليه الانتظار حتى يأذن الله بالفرج فحسب
ومنا من يتمادى ويكف بصره عن العلل الحقيقة لواقع البلاء
ويشغل نفسه اليوم بالسب واللعن شكلاً من تفريج الهم في زعمه
«كَانَ فِي زَبُورِ دَاوُدَ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا , مَلِكُ الْمُلُوكِ , قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي , فَأَيُّمَا قَوْمٍ كَانُوا عَلَى طَاعَةٍ جَعَلْتُ الْمُلُوكَ عَلَيْهِمْ رَحْمَةً , وَأَيُّمَا قَوْمٍ كَانُوا عَلَى مَعْصِيَةٍ جَعَلْتُ الْمُلُوكَ عَلَيْهِمْ نِقْمَةً , لَا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِسَبَبِ الْمُلُوكِ وَلَا تَتُوبُوا إِلَيْهِمْ , تُوبُوا إِلَيَّ أَعْطِفُ قُلُوبَ الْمُلُوكِ عَلَيْكُمْ»
وقال الله لداود : إذا أردت أن أكرمك كرامة الدنيا والآخرة فلا تنظر إلى عبد من عبيدي تظن أن لك عليه فضلاً، ولا تمقت أهل دينك على الظن، وكن للفقراء محدثاً وجليساً وأنيساً. وإن أردت أن لا أحجب دعاءك وأن أكون أقرب إليك من أم داود في حال الرضا
فقال داود: إلهي أو لست من جميع خلقك قريباً؟
قال الله : بلى أنا مع جميع خلقي، ولكن إذا أحببت عبداً من عبيدي ملأت قلبه خوفاً مني وشوقاً إلى لقائي وحرصاً على طاعتي حتى كأنه ينظر إلي، فأنا حينئذ أقرب إليه من أم داود في حال الرضا. وإذا كانت لك حاجة أردت نجحها وتيسيرها فابدأ بي أيسرها لك، تأتيك من حيث لا تعلم نائماً ومستيقظاً، وإن بدأت بغيري أتاك الهم والحزن.
فقال داود: إلهي فاعطف قلبي على شعب من محابك.
قال الله : يا داود، إني جعلت قوة طاعتي ومحبة ذكري عند من لم ينسني بلسانه وقلبه، ومن هو يستغفرني صباحاً ومساء، يا داود، إياك والإصرار فإني لا أقيل عثرة المصرين في الدنيا والآخرة، ولا شيء أعظم عندي من إصرار نبي أو عالم. فقال داود: إلهي امح اسمي من أسماء الأنبياء والعلماء.
------------
-          مصنف ابن أبي شيبة (7/ 69)
-          المحبة لله لأبي إسحاق الختلي (ص: 96)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق