السبت، 6 فبراير 2016

لي ولكم نصيحة

لي ولكم نصيحة
قد لا تكون غائبة عنكم
لكنها جد هامة
جد خطرة
لأن أصل النية فيها الخير
وقد تجر قدم فاعلها إلى النار
فمن ما يسمى وسائل التواصل الاجتماعي ، ومن خلال جلسات الحوار ، أو من خلال الاحساس بالعجز أحيانا عن ادارك الآخر في مكانته العلمية
والأخطر هواية الكذب عن عمد أو غير عدم
تتولد تلك القضية
هناك من كذب على النبي صلى الله عليه كإِبْرَاهِيم بن أبي يحيى بالمدينة ومقاتل بن سليمان بخراسان ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام والواقدي ببغداد وهناك من كان يضع الحديث كأبي حاتم الرازي ، والعجيب عندما تسأل أحدهم يقول أنا أكذب للنبي وليس على النبي صلى الله عليه وسلم0
والثابت أنه من كذب لك ، كذب عليك
وروي عن أحد التابعين أنه رأى صاحبه المتوفى في المنام فسأله عن أمر سئل عنه ولم يخطر له ببال ، فقال : كنت يوما أسير في طريق وعلى جانبيه كومتين من بر ، فوجدت حفنة بر ( قمح ) في وسط الطريق فلممتها وألقيتها على أحدهما ، فسئلت لما ألقيتها على هذا الحقل ولم تلقها على ذاك
ولنلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل من صاحبي تبديل كلمة نقلت عنه وهي تبدو أن لا حرج فيها ، فَعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، فَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ ". قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ، قَالَ: «لاَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ»
ويُعَلِمُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصحابي أن لا يحق له في تبديل كلمة سمعها منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ونحن أيها الأخوة نغني صفحاتنا على مواقع التواصل بأحاديث نبوية أو بقصص من حياة السلف الصالح أو بمقولات لهم 0
فتجد قال : عمر بن الخطاب وقال : علي رضي الله عنهما و قال الحسن البصري والشافعي رحمهما الله وقال وقال 0000 وإن سألت من أين فلن تجد جوابا
بعضنا يتحقق من صدق النقل ، وآخرون يكتفون بما رأوه جميلا ، من هنا وهناك ، ومن ناتج الشبكة التي ملأتها المقولات
ومن البديهي أننا إن كنا صادقين في النقل ، صادقين في الغاية نبتغي الأجر من الله ، فحبا وكرامة ، وبالتالي يجدر بنا أن نسمى أصدقاء وأخوة
والا  فلا يحسن بنا أن نطلق لقب الصادقة على أنفسنا
أن نلقي الحبل على الغارب ونكتفي بذمة الناشر ، وما أوسعها في كثير من الأحيان
سنكون في إحدى حالين نسبنا قول أو فعل  فرد لآخر وهو لم يقله فظلمنا قائله أو فاعله
ليصبح حالنا حال من يسرق بنية اطعام فقير
لو قرأنا كتب السلف كلها لوجدناهم حريصون على قضية نسب ما نقلوا
وأختم بسؤال
أمن أجل الاعجاب بصفحتنا ندخل جهنم ؟
لا أظن ذلك !
أسأل الله لي ولكم الخير
وأبعدنا الله عن السوء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق