صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
ولمسات
بيانية في نصوص من التنزيل
سورة
الفاتحة
يقول
الدكتور فاضل أحسن الله جزاءه : نفتتح الكتاب بسورة الفاتحة تَبَرُّكاً.
{الحمد
للَّهِ} .
معنى
{الحمد} : الثناءُ على الجميل من نعمةٍ أو غيرها مع المحبة والإجلال. فالحمد: أنْ
تذكر محاسنَ الغير، سواء كان ذلك الثناءُ على صفةٍ من صفاتهِ الذاتية كالعلم
والصبر والرحمة والشجاعة، أم على عطائه وتَفضُّلهِ على الآخرين. ولا يكون {الحمد}
إلا للحَيِّ العاقل. ومما ذكر في الفرق بينهما أيضاً: "إن المدحَ قد يكون قبل
الإحسان، وقد يكون بعده، أما الحمد فإنه لا يكونُ إلا بعد الإحسان". فإن
الحمد يكون لما هو حاصلٌ من المحاسن في الصفات، أو الفعل، فلا يُحمَدُ مَنْ ليس في
صفاته ما يستحق الحمد، ولا يُحمَدُ مَنْ لم يفعل جميلاً. أما المدح، فقد يكون قبل
ذلك، فقد تمدح إنساناً ولم يفعل شيئاً من المحاسن والجميل، ولذا كان المدح
مَنْهياً عنه، بخلاف الحمد، فإنه مأمورٌ به، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"احثُوا الترابَ في وجوه المَدَّاحين". في حين قال: "مَنْ لم
يَحمدِ الناسَ لم يحمدِ الله" وبذا علمنا من قوله: {الحمد للَّهِ} أنَّ الله
حَيٌّ، له الصفات الحسنى والفعل الجميل، فحمدناه على صفاته، وعلى فِعْلِه وإنعامه.
ولو قال: (المدح لله) لم يُفِدْ شيئاً من ذلك. وهناك فرقٌ آخر بين الحمد والمدح،
وهو أنَّ في الحمد تعظيماً وإجلالاً ومحبة، ما ليس في المدح. فكان اختيار (الحمد)
أولى من اختيار (المدح) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمسات
بيانية في نصوص من التنزيل - - الدكتور فاضل صالح السامرائي (ص: 12)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق